السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تقاطر قادة العالم على زيارة كيان يهود للانضمام إليه في سفك دماء المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تقاطر قادة العالم على زيارة كيان يهود للانضمام إليه في سفك دماء المسلمين

 

 

 

الخبر:

 

بعد زيارة الرئيس الأمريكي والمستشار الألماني ورئيسي وزراء بريطانيا وإيطاليا ورئيسة المفوضية الأوروبية بشكل منفصل لدولة يهود، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره، صباح اليوم الثلاثاء إلى دولة يهود، في زيارة تهدف بحسب الرئاسية الفرنسية (قصر الإليزيه) إلى "التعبير عن تضامن فرنسا الكامل مع (إسرائيل)، وتجنب تصعيد خطير في المنطقة، والتذكير بأهمية الحفاظ على المدنيين، والاستئناف الحاسم لعملية سلام حقيقة". (القدس العربي)

 

التعليق:

 

إن قادة العالم يشدون الرحال إلى كيان يهود بعد العمل البطولي الذي قامت به ثلة من المجاهدين في غزة ضد قوات يهود، في رسالة مفادُها مساندة كيان يهود وإبداء الاستعداد لمدّه بشتّى أسباب البطش بأهل فلسطين وإعطائه الضوء الأخضر للإثخان في قتل المسلمين في غزة.

 

تأتي مواقف القادة التي هي أبعد ما تكون عن الدبلوماسية في وقت اصطفاف شعوب العالم ضد جرائم يهود والتنكّر لها، وتعاطفها الشديد مع أهل فلسطين المضطهدين، وتيسيرها المسيرات الحاشدة في مختلف العواصم العالمية، وفي ظل تحذيرات السلطات للناس من مساندة الجانب الفلسطيني، والتي جعلت المحللين السياسيين يتشككون في بداهة هؤلاء الزعماء وفطنتهم! السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يدفع هؤلاء القادة إلى تجاهل الرأي العام في بلدانهم والإصرار على مواقفهم الفجّة مع كيان يهود المجرم، وعدم لجوئهم حتى إلى المواربة والمراوغة؟! لا تزال الإجابة غامضة لغاية الآن، لكن حتى وإن لم تتبين الإجابة كاملة وبدقة لعدم توفّر معلومات دقيقة لوقتنا هذا، فإن لهذه المواقف دلالات واضحة مبنية على أسس التحليل الثابتة، وأهمها:

 

1- لا يُفترض أن دهاء هؤلاء القادة يُمكّنهم من الإحاطة بالأمور من كل جانب، فهو منطق لا يثبت شيءٌ صحتَه. إن الشيطان ليوسوس لهؤلاء القادة ليكيدوا بالمسلمين، ومع أن كيده ضعيف بدلالة قول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً، إلا أن كيده لا يُستهان به، فقد كاد لأبي البشر آدم فأخرجه من الجنة، وقدر على تضليل الناس في الأرض، وسيظل إلى يوم القيامة يكيد بعباد الله ليعصوا الله ويتبعوا الشهوات. إن إجماع هؤلاء القادة على أمر كاده الشيطان لهم، على الرغم من صراعاتهم وتضارب مصالحهم، يكشف لنا عن وجود مصلحة مشتركة تخدمهم جميعاً أو "مفسدة" وأذىً لهم تُدفع عنهم، لكنهم لا يستطيعون البوح بها الآن لحساسيته ولأن مجرد ذكرها سيحبط مسعاهم، وهو الأمر الذي جعلهم يديرون ظهورهم لشعوبهم وشعوب العالم كله، ومنها شعوب المسلمين، على خلاف الأسس الديمقراطية التي تجعل الحكم باسم الشعب وبإرادة الشعب، وتجعل الحكومة تسعى لرضا شعبها ولو بالكذب والتضليل، فقد تجاهلوا هذه المبادئ ولم يلجؤوا حتى إلى الدبلوماسية والمداهنة! الغريب أنهم لا يفصحون عن سبب تجاهلهم لإرادة الشعوب ومشاعرها ودوسهم على القيم الإنسانية المزعومة، فلا بد أنهم لأمر جلل يتخذون هذا الموقف المُستنكر.

 

2- إن هذا الموقف يؤكد على حقيقة اطمئنان هؤلاء القادة الاستعماريين إزاء قيام الأنظمة القابعة على رؤوس المسلمين بدورها القذر الذي أُسند إليها ونصّبوها من أجله؛ وهو حماية النظام الغربي وعدم السماح للأمة بالتمرد عليه لنصرة بعضها بعضاً والدفاع عن قضاياها، فهي أنظمة وظيفتها لا تعلو وظيفة الجلاد الذي يهدد الناس بسوطه، وقد أصبح للأنظمة باع وخبرة في أداء مهمتها، وباتت تبدع في أساليب بطشها مع توفر الإمكانات المالية والتكنولوجية والمعلوماتية والاستخباراتية.

 

3- إن حشد أمريكا ومعها بريطانيا لحاملات الطائرات بالقرب من سواحل البلدان الإسلامية في المنطقة يدلّل على أن القوى الغربية غير مطمئنة من قدرة هذه الأنظمة على السيطرة على الشارع العام في عواصم بلاد المسلمين، في القاهرة وعمان وإسطنبول وغيرها، لذلك فهي تحاول تدارك أي انفلات محتمل، وهو ما يؤكد أيضاً إدراك قادة العالم بأن مواقف الأنظمة لا تعدو كونها صدى لمواقف صناع القرار في الغرب، على نقيض مواقف الأمة التي تتداعى لأعضاء جسدها إذا ما اشتكى أي عضو فيها.

 

ينبغي على المسلمين في مختلف بلدان المسلمين ترسيخ ثقتهم بدينهم وأنفسهم وأمتهم، والتبرؤ من حكامهم وأنظمتهم الذين لا يعبرون عنهم، وليكونوا على ثقة بأنهم لاعب عنيد لا يُستهان به في الموقف الدولي، والمسألة هي مسألة وقت حتى يتسنى لهذا اللاعب التسديد في المرمى بحرية. يتوجب على الأمة الالتفاف حول القادة السياسيين الحقيقيين من بينهم، العاملين الحاملين للدعوة في حزب التحرير، فهم الممثلون الحقيقيون للأمة ودينها، ومعهم وتحت قيادتهم سينعتقون من ربقة الأنظمة العميلة، ويسيرون فاتحين للعالم بالإسلام، ويلقّنون هؤلاء القادة وربيبهم كيان يهود المسخ دروساً تنسيهم وساوس الشيطان.

 

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع