- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
غزّة تنتظر جيوش المسلمين
(مترجم)
الخبر:
أعرب رئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير يوم الثلاثاء عن قلقه البالغ إزاء "القتل العشوائي" للفلسطينيين في غزّة، ودعا المجتمع الدولي إلى وضع حد "للاستخدام غير القانوني للقوة" من قبل الجيش (الإسرائيلي). (الفجر الباكستانية)
التعليق:
في الأسبوعين الماضيين، كانت هذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها قائد القوات الباكستانية نيابة عن غزة، وفي كلتا الحالتين لم تنصف كلماته المنصب الذي يشغله. وفي وقت سابق، في اجتماع لقادة الفيالق عقد يوم الثلاثاء، 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قالت قائد القوات المسلحة: "إن الشعب الفلسطيني يحظى "بدعم دبلوماسي ومعنوي وسياسي لا لبس فيه للأمة الباكستانية" وتعهد بدعم إنهاء "الاحتلال غير القانوني لأراضيه". وشهد مساء اليوم نفسه هجوم مروع على المستشفى الأهلي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 500 شخص. وبعد أسبوع من هذا الهجوم، تجرأ قائد الجيش الباكستاني على التعبير عن قلقه البالغ إزاء مقتل هؤلاء المدنيين الأبرياء، وأغلبهم من النساء والأطفال. على مدى الأيام الثمانية عشر الماضية، شهد قطاع غزة خسائر فادحة بين أطفاله، حيث تمّ الإبلاغ عن مقتل 2,360 طفلا وإصابة 5,364 آخرين، ما يعني مقتل أو إصابة 400 طفل يومياً.
إن الوضع في غزة يحتاج إلى حل، وحل كيان يهود المدعوم من الغرب هو التبخير الصامت لسكانها المحليين. إن المشكلة ليست في قتلهم، بل المشكلة هي في الضجيج الذي يصدرونه. والمقاومة بالنسبة ليهود وحلفائهم غير مقبولة لأنهم أسياد الخداع والقسوة، وما يواجهونه هو أنقى صور الشجاعة. إن مسلمي غزة يؤمنون بالجهاد ومستعدون للتضحية بحياتهم أثناء القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى. أما الهدف الغربي فهو مختلف، والمصالح الأمريكية والأوروبية في المنطقة موجهة نحو تحقيق المصالح. إن الحفاظ على علاقات جيدة مع كيان يهود أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة لإبقاء الشرق الأوسط تحت السيطرة، ولا ترغب أوروبا في عودة اليهود المثيرين للمشاكل إلى أراضيها مرة أخرى. لقد شهد التاريخ المعاملة التي تلقاها اليهود من أصدقائهم وحلفائهم الحاليين. فقد كانوا مكروهين، ومضطهدين، وظلوا منفصلين، وفي النهاية تم طردهم، ولم يكن لديهم مكان يذهبون إليه. ففي عام 1290م، طرد الملك إدوارد الأول جميع اليهود من إنجلترا، وسرعان ما تبعته فرنسا في عام 1306م، وسويسرا في عام 1348م، وألمانيا في عام 1394م. وقد تمّ تلخيص الموقف المشترك للمسؤولين من خلال إعلان أصدره الإمبراطور الروماني المقدس لويس السادس في عام 1343م: "أنتم منا بجسدكم وأموالكم، نتصرف فيها، ونعمل بكم ما نشاء".
ومن ناحية أخرى، ساعد المسلمون اليهود عبر التاريخ. فعندما طردت إسبانيا اليهود (بعد سقوط الأندلس)، كان السلطان بايزيد الثاني هو الذي رحب بتدفق اليهود الإسبان، بينما عاملتهم العديد من الدول الأخرى في أوروبا بقسوة. وهناك قصص نشرت في الصحف الشهيرة مثل التايمز والواشنطن بوست، عن مسلمين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الشعب اليهودي من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد استعمار البلاد الإسلامية، تحولت الأمة إلى دول مختلفة بحدود رسمها المستعمرون وحكامها العملاء. لقد تم إطلاق العنان لهؤلاء الحكام وجيوشهم لنهب وسلب المناطق التي حكموها، وهكذا باعوا حياتهم الآخرة من أجل متعة هذه الدنيا. عن ثوبان قال: قال النبي ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ» فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» سنن أبي داود
أمة رسول الله تعاني بسبب قلة في السلطة آثرت حب الدنيا وباعت أهل الله وأرضه. الأمة الإسلامية متحدة بالقلب ولكنها منقسمة جسدياً، والمسلمون الذين يخافون الله يتصرفون وفقاً لإيمانهم بالإسلام ويساعدون المظلومين. إنهم يفهمون الفرق بين الشجاعة والهمجية. إن قتل الأبرياء وتدمير منازلهم هو عمل جبان، وهذا ما يفعله يهود بمساعدة ودعم ليس فقط من العالم الغربي، بل من حكام المسلمين أيضاً. يقاتل شعب غزة منذ عام 1948، وقد استشهد الآلاف والعديد منهم على استعداد للاستشهاد بما في ذلك سكان المناطق المحيطة مثل مصر ولبنان والعراق. يشعر المسلمون في جميع أنحاء العالم بالألم ويبكون من أجل إخوانهم وأخواتهم الأبرياء الذين هم في حاجة ماسة إلى نصرتهم. ما الذي يمنع هؤلاء المدنيين من التواصل مع إخوانهم وأخواتهم المسلمين؟! إنهم حكامهم الخائنون. لقد أعطى هؤلاء الحكام الأمة دائما الانطباع بأنهم ضعفاء ولا يستطيعون القتال. لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية وتقدمها أن الخونة وأسيادهم الغربيين كانوا على خطأ. فإن جيوش المسلمين لديها القدرة على تدمير كيان يهود في يوم واحد. وهذا سيفتح لهم أبواب الدنيا والآخرة.
تم الاستيلاء على القدس مرتين، وفي المرتين، جعلت الجيوش القادمة من الخارج تحقيق ذلك ممكناً، بعد أن أدركت واجبها. ومرة أخرى تنتظر القدس إنقاذها على يد جيوش المسلمين من الخارج. إن الأمة الإسلامية والعالم في حاجة ماسة إلى إقامة الخلافة. وسوف يزدهر عباد الله ويكثر عددهم، وستكون الدولة الإسلامية قدوة للعالم أجمع، حيث ستتم إقامتها على طاعة أحكام الله. في هذه الدولة سيجلب الجهاد الانتصارات والسلطة، بدلاً من جثث آلاف الأطفال المتفحمة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان