الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غباء القادة واستغباء الشعوب!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غباء القادة واستغباء الشعوب!

 

 

 

الخبر:

 

السياسيون والإعلاميون الغربيون ينشرون ما يتلقونه من كيان يهود دون تحقق أو مراجعة. (وكالات أخبار ألمانية)

 

التعليق:

 

بعد مضي ما يزيد عن ثمانية أسابيع، وارتقاء أكثر من أحد عشر ألف شهيد بينهم ما يزيد عن خمسة آلاف طفل، وأغلب بقيتهم من النساء والشيوخ، ورغم صور الدمار الهائل إثر القصف المكثف، وبتجاهل تام عن ملايين البشر المتظاهرين في كافة أنحاء الأرض احتجاجا على هذه المجازر ومناصرة للمستضعفين، بالرغم من كل هذه الشواهد التي لا يمكن أن تخفيها وسائل الإعلام، وخصوصا في زمن الإنترنت وشبكات التواصل الإلكتروني، رغم هذا وذاك لا تزال الصورة التي تنقل عبر وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في أوروبا، وتكرسها تصريحات الساسة والمتحدثين الرسميين للحكومات الغربية، لا تزال الصورة هي هي في تجريم جهة وتبرير كل عمل للجهة الأخرى!

 

لا يحتاج المتابع ذكاء خارقا ولا وسائل تحقيق وتدقيق ليتأكد أن الصور التي تنقلها وسائل الإعلام مشوهة ومزورة منذ بداية الحرب حتى الساعة، ابتداء من صور الأطفال المحروقة والمقطوعي الرؤوس التي لم يشاهدها أحد، حتى صورة قبو مستشفى الرنتيسي للأطفال الذي ادعت دولة يهود أنه مخبأ للمقاتلين، ومكان لاعتقال الأطفال المخطوفين، وعرض الفيلم الرخيص على أنه دلائل وشواهد على ادعائهم لتبرير قصف المستشفيات وتدميرها.

 

عندما يسأل صحفي الناطقة الرسمية للحكومة الألمانية "هل تتحقق الحكومة من الصور والأدلة التي تسوقها الحكومة اليهودية" يكون الجواب "لا نرى دوافع لهذا، لأن دولة (إسرائيل) ديمقراطية وتؤمن بحقوق الإنسان وتراعي هذا في حربها ضد حماس"!

 

وعندما يستعرض التلفزيون الألماني الرسمي ما ينتجه كيان يهود من صور يستعطف فيها الشعوب الغاضبة على أمل أن يستعيد شيئا من التأييد أو الدعم، لا يستحيون من استغباء الناس والاستخفاف بالعقول، على سبيل المثال ما صرح به الناطق العسكري اليهودي، بأن حماس رفضت استلام 300 لتر ديزل لتشغيل مولدات الكهرباء في مستشفى الشفاء، ويعتبرون هذا العمل رحمة ورأفة من جيش يهود بالأطفال والمرضى!

 

نعم إن كيان يهود يتخبط وقد تورط على كافة المستويات، فبعد فشله في حماية مغتصباته وجنوده وأبنائها في غلاف غزة أمام ثلة من المجاهدين بعدة وعتاد متواضعة مقارنة بجيش مدجج بأعتى الأسلحة وأشدها فتكا، بعد هذا الفشل الذريع زاد الطين بلة تخبط ساسته وحكومة الحرب في الرد الحاسم وهم الآن بصدد محاولة تحقيق صورة نصر ولو بسيط ينشرونها ولو كذبا لمواجهة السيل العرم من المعارضة الشعبية لتخفيف الضغوط على الحكومات الغربية الراعية لهذا الظلم.

 

إن هذا من نعمة الله وفضل منه أن فضح كل الوجوه الكالحة، سواء من الحكام العرب أو حكام المسلمين، أو حكام الغرب وديمقراطيتهم البليدة وحرياتهم المكذوبة، ناهيك عن المؤسسات الدولية ابتداء من هيئة الأمم وانتهاء بحقوق الحيوان، كل هذا ليتبين المسلمون أن لا ملجأ من الله إلا إليه.

 

ولكن نتساءل:

 

- إلى أي مدى سيستمر الغرب في استغباء شعوبه تأييدا لكذب يهود؟

- وهل تقبل الشعوب هذا الكم من الغباء وتبقى ساكتة؟

- هل يلزم المسلمين المزيد من الدماء والأشلاء ليتأكدوا أن الغرب عدوهم وأنه لا يصح اللجوء إليه ولا لمؤسساته لحل قضايانا وفرض وجهة نظره علينا؟

- ما هو مدى الأصوات النائحة والهتافات المستنصرة اللازمة حتى تبلغ سمع أهل القوة في بلاد المسلمين لينصروا إخوانهم وأخواتهم في غزة وفي كافة فلسطين؟

- ما هو الثمن اللازم دفعه من دماء الأطفال والنساء حتى يدرك المسلمون أن حكامهم كلهم دون استثناء خونة ومتآمرون؟

 

لقد احتاج البعض ثلاثين سنة ليكتشف أن عبد الناصر كان عميلا، وظل البعض ستين سنة واثقا بمنظمة التحرير الفلسطينية حتى أوردته الهلاك والاعتراف بكيان يهود وما زال رجال المنظمة حراسا لكيان يهود ورئيسهم يقدس التنسيق الأمني، واحتاج آخرون عشرين عاما ليدركوا أن حسن نصر الله متواطئ، واحتاج البعض سبعين سنة ليتحقق من خيانة الحكام العرب، وربما لا يزال الوقت لم يكف بعد ليدرك آخرون أن أردوغان متخاذل، وأن إيران متآمرة مع الغرب، ولو كانوا أصغوا لما يقوله لهم المخلصون من حزب التحرير من أول يوم لما لزمتنا كل هذه الدماء وهذه الأرواح الفاضحة لكل متآمر ومتعاون وخسيس، شرقا أو غربا، عجما أو عربا.

 

وما زال في الوقت متسع لتضعوا أيديكم في يد شباب الحزب الرائدِ الذي لا يكذب أهله، والذي يعمل بكم ولكم لتتخلص الأمة من هذا الظلم وتنفض عنها هذا الهوان ولتعود الرائدة في مقدمة الأمم ويرضى الله عنكم ويرضيكم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع