الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غزّة بين جزّار وخاذِل!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غزّة بين جزّار وخاذِل!

 

 

 

الخبر:

 

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو بـ"جزار غزة"، معتبرا أنه سيسجل اسمه في التاريخ بهذا الوصف لأنه "ارتكب واحدة من أكبر الفظائع في القرن الأخير". (الجزيرة الإخبارية)

 

التعليق:

 

ارتضى أردوغان لنفسه أن يكون مراسلا صحفيا ينقل أخبار غزّة إلى الفضائيات التركية، متناسياً أنّه حاكم دولة تمتلك أكبر جيش مسلم وأكبر قوّة في حلف الناتو، وهو الذي كان يصوّر نفسه بأنّه راعي مصالح المسلمين، وهو الذي طالما صدّع رؤوسنا بادعاء أنّه وريث الدولة العثمانية العليّة، وأنّه حفيد أولئك الخلفاء العثمانيين الأبطال، ولطالما استثمر قضايا الأمّة في رفد شعبيته بخطابات رنّانة جوفاء، جعلت بعض المخدوعين به يظنّون أنّه منحازٌ للأمّة وقضاياها، لتأتي أحداث غزّة وتفضحه وتكشف واقعه للأمّة جمعاء، بأنّه خاذِل لأمّته، متاجرٌ بدينه، وأنّه لا يستطيع الخروج عن خطّ أمريكا ومصالح الغرب قيد شعرة، فبان للجميع كذبه ونفاقه.

 

وعلى غرار وصف أردوغان رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو بجزّار غزّة، حُقَّ للأمّة أنْ تُطلِق على أردوغان لقب "خاذِل غزّة"، هو ونظراؤه من حكام الخذلان الذين خذلوا أهل غزّة ولم يقوموا بواجب نصرتهم، فضلاً عن مساندتهم للاحتلال في بعض الأحيان، إلا أن أردوغان امتاز عن باقي حكام الخذلان بمتاجرته المعهودة بالإسلام دين رب العالمين ورسوله الأمين، فقد خان الله ورسوله وخذل عباد الله المؤمنين.

 

وخذلان الحكّام وخنوعهم ذاك جعل أنظار الأمّة تتجه صوب جيوشها وقادة جيوشها المُخلصين، فعناصر تلك الجيوش هم أبناؤها، وما يصيب الأمّة يصيبهم، إن كان خيراً أو شرّاً.

 

فيا جيوش المسلمين، ويا قادة الجيوش المخلصين:

 

من منكم يقفُ موقِف الأنصار ﴿الَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ وخُلّد ذِكرهم بموقفٍ وقفوه نُصرةً للحق فعزّوا في الدنيا وفازوا في الآخرة؟! قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.

 

من منكم يلبّي نداء الله عزّ وجلّ ويستجيب لأمره حين قال سبحانه: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾؟!

 

من منكم يستبرئ لنفسه من أنْ يكون في صفّ الخاذلين لإخوته المرابطين الصابرين الذين قال عنهم سيدنا محمد ﷺ: «لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ»؟!

 

من منكم ينقذ الأمّة من سطوة حكّامها العملاء واحتلال المستعمرين لبلادها فتكون خطوته انطلاقة مشروع عودة وحدة الأمّة وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي وعدنا الله سبحانه وبشرنا بها رسول الله ﷺ، ونهاية الاحتلال الذي بدأ كيانه بالترنّح بانتظار الإذن الرباني بالنصر وهزيمة يهود على أيدي عباد الله الذين اجتباهم الله لهذا الشرف العظيم؟!

 

فهل تكونون أنتم أهلاً لهذا التشريف وتنصروا الله فينصركم ويثبّت أقدامكم؟ أم يكون موقفاً خاذلاً فتكونوا في صفّ الباطل، فتستحقّوا أن يُقال في حقكم ما قيل في حقّ من قعد عن نصر الحق؛ يقول تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾؟!

 

فيا جيوش المسلمين: لا تأبهوا بحُكامكم الذين يتسببون في ضياع دنياكم قبل آخرتكم، فهم قد باعوكم وباعوا قضاياكم وباعوا دينهم وساروا وفق مُراد أسيادهم في الغرب الكافر بما يحقق مصالحه وسطوته على بلاد المسلمين.

 

فاخلعوا عنكم ثوب المهانة، وانفضوا غبار الذلّة والخنوع، ولا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم، واركلوا حكّامكم الخونة، وابنوا على أنقاضهم أمجاد الأمّة الإسلامية، تنالوا رضا الله في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

يا جيوش المسلمين: الله الله في غزّة، الله الله في أطفال ذُبحوا ونساء رُمّلت وحرمت أبناءها وعوائل شُرّدت وبيوت هُدّمت وأصبحت خاوية على عروشها.فإن لم تنتفضوا اليوم، فمتى؟!

 

واعلموا أنّ الله عزّ وجل غنيٌّ عن نُصرةِ المخلوق، فإن تولّى قومٌ ولم يستجيبوا لأمره نالهم غضب الله تعالى واستبدلهم، وأتى بقوم يكونون أهلاً للنُصرة وذلك فضل من الله لا يناله إلا ذو حظ عظيم، فلا تتولّوا فيفوتكم هذا الفضل، قال تبارك وتعالى: ﴿إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

 

وإن لم تكن مجازر غزّة وبشاعة عدوهم وغطرسته تستحق التحرّك والنفير فأي شيء يُحرِّككم بعد ذلك؟!

 

﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال زكريا

آخر تعديل علىالإثنين, 04 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع