- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تونس، وخيار التمسُّح على أعتاب صندوق النقد الدولي!
الخبر:
تمّ تأجيل زيارة لفريق من صندوق النقد الدولي إلى تونس، التي كانت مرتقبة من 5 إلى 17 كانون الأول/ديسمبر 2023، بطلب من السلطات التونسيّة، وفق مصدر من صندوق النقد الدولي.
وأكد المصدر نفسه لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن هيكل التمويل الدولي يبقى على استعداد لإجراء المشاورات السنوية في إطار المادّة الرابعة للصندوق، المتعلّقة بمراجعة الأداء الاقتصادي التونسي.
وقد أكّد مصدر من البنك المركزي التونسي تأجيل هذه الزيارة، موضحا أنّ السلطات التونسيّة وصندوق النقد الدولي اتفقا على تأجيل الزيارة إلى موعد لاحق سيتم تحديده بالتشاور بين الطرفين. (شمس أف أم)
التعليق:
تحاول السلطات في تونس مجددا الظهور بمظهر الممتنع (أو المتمنّع) عن الاقتراض من صندوق النقد الدولي، وفيما تلوح بتأجيل زيارة مبرمجة لوفد صندوق النقد الدولي، بما قد يوحي بانقطاع العلاقة بين السلطة والصندوق، فإن الحديث عن تحديد موعد لاحق من خلال التشاور بين الطرفين يؤكد أن المفاوضات مع الصندوق جارية ومستمرة، وأن سبب التأجيل ليس رفض مبدأ التعامل مع الصندوق، وإنما هو تحسين كل طرف لشروط التفاوض، والدليل على ذلك، تصريح رئيس الحكومة خلال كلمته مؤخرا تحت قبة البرلمان، حيث أكد أن خيار الاقتراض من صندوق النقد الدولي لا يزال مطروحا على الطاولة لدى الحكومة. وهذا يفند كل المزاعم التي تدعي أن سبب إقالة رئيسة الحكومة السابقة سببه خيار التعامل مع هذا الصندوق، هذا دون أن ننسى ذلك اللقاء الشهير بين الرئيس قيس سعيد ومديرة الصندوق في فرنسا، والذي يعكس استمرار وجود فرضية اللجوء إلى الوصفات المسمومة التي يعدها الصندوق.
بعبارة أخرى، فإن خيار التمسح على أعتاب صندوق النقد الدولي كان ولا يزال خيار جميع الحكومات المتعاقبة في تونس بلا استثناء، وهذا يعكس أزمة النظام الرأسمالي الذي نعيشه ويرفض كل الحكام الإقرار بحقيقة تهاويه، فيماطلون ويناورون ويمضون في تبني سياسة الهروب إلى الأمام، موهمين الناس أنهم بصدد إخراج البلاد من عنق الزجاجة، مع أن تبني هذا النظام الفاسد هو سبب بقاء بلدنا في قاع الزجاجة لا في عنقها، وفي هذا القاع يخوض الناس يوميا ماراثون البحث عن المواد الأساسية.
ولذلك نؤكد مرّة أخرى، أنه لن يتحرر بلد الزيتونة إلا بالإسلام في دولة الإسلام، هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تداعت كل قوى الكفر لتحارب عودتها عن قوس واحدة، وما حدث في العراق وأفغانستان وما يحدث في سائر بلاد الشام عنا ببعيد. فهلا سارع الناس بالخروج من دوامة الخيارات الرأسمالية التي أدمن عليها أشباه الحكام، وبالعودة إلى شرع الله سبحانه، قبل فوات الأوان؟
قال تعالى: ﴿مَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس