- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهْمُ الانتخابات وانتخاباتُ الوَهْم والتغييرُ الحقيقي في مصر
الخبر:
غردت مزيد عبر حسابها على منصة إكس الخميس 2023/12/14م، ناقلة عن ميدل إيست أي: أن الانتخابات المصرية شابها ترهيب الناخبين والرشاوى بينما يستعد السيسي لولاية ثالثة.
التعليق:
هذه الانتخابات ليست الأولى في مصر ولن تكون الأخيرة، وكلها يقال عنها ما قيل من تهم بالرشاوي وشراء الأصوات، وإن كان ذلك حقيقة إلا أنه ليس سببا أبدا في فشل الانتخابات عن إحداث أي تغيير ولا سببا في فساد الحكام، فالمشكلة ليست في الانتخابات ولا فيما ينتج عنها ولا في رأس النظام المترشح لها، وإنما هي في النظام كله بسياساته ودستوره وقوانينه وأدواته ومنفذيه وكل ما تفرع عنه، وهو ما لم ولن تغيره انتخابات تتم في ظل الرأسمالية وخاضعة لقوانينها الديمقراطية، بل إن مثل هذه الانتخابات وهمٌ يخدع الناس بإمكانية التغيير وكون التغيير متعلقاً بشخص رأس النظام الذي لا يقبل المنافسة على الحقيقة، بل إن خشيته منها قد تكون مصطنعة حتى يوهم الناس أنه يخشى التغيير الذي يمكن أن تحدثه ليزداد وهمُ الناس وتعلُّقهم بالانتخابات كآلية وطريقة للتغيير، فالنظام يوهم الناس أنها انتخابات وأنهم يملكون القدرة على التغيير بينما هو ينافس نفسه ويبطش بمنافسيه ليصدر للناس وهماً جديداً أن هذه هي طريقة التغيير الفاعلة وأن بطشه بمنافسيه فقط ليمنعهم من الترشح أمامه رغم أن أشد معارضيه لم يطرحوا بديلا حقيقيا وإنما خرجوا من النظام نفسه وبضوء أخضر منه، وما يريده النظام من هذه الانتخابات هو فقط أن يظهر أمام العالم في صورة النظام المستقر الذي يلقى قبولا من الناس، ولهذا يتعاطى الناس مع استحقاقاته وكأنها طريقة للتغيير وليست وهماً!
ويقينا إنها لم ولن تكون طريقا للتغيير الحقيقي بل هي سراب بقيعة يلهث خلفه المخدوعون الذين يعيشون حياة الغفلة، فالأزمة هي في الديمقراطية نفسها وليست في شخص رأس النظام الذي يطبقها حتى يكون التنافس عليه شغلنا الشاغل، ولهذا فالتغيير يجب أن يكون من خارجها وعملاً لاقتلاعها من جذورها بكل أدواتها ورموزها، وحملاً لمشروع جديد مغاير قادر على حل مشكلات الناس ورعاية شؤونهم حقا، على أن يكون هذا المشروع منبثقا عن عقيدة الأمة ويلائم فطرتها ويرضي ربها عنها ويحقق طموحها في حياة كريمة وعيش رغيد، وهذا ما لا يحققه إلا الإسلام بعدله، وهذا المشروع يحتاج إلى كتلة واعية عليه وقادرة على تطبيقه وتملك القدرة على رعاية الناس به من فورها، ونصرة صادقة من المخلصين في جيش الكنانة، تضع هذا المشروع موضع التطبيق وتمكّن الكتلة الواعية عليه من تطبيقه على الناس وحمله للعالم رسالة هدى ونور.
هذه هي طريقة التغيير وما عداها وهمٌ وسراب سيبقى من يسير خلفه يدور في سنين التيه على غير هدى حتى يلقى الله فيوفيه حسابه!
﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود الليثي