- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب الروسية الأوكرانية، هل ستنتهي قريبا؟
الخبر:
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، أن زعماء عدد من الدول الغربية تواصلوا مع موسكو بهدف عقد اجتماعات مشتركة لبحث الأزمة الأوكرانية.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البيلاروسي سيرجي ألينيك في موسكو، إن عدداً من المسؤولين رفيعي المستوى من زعماء الدول الغربية المعروفين من بينهم زعيم غربي معروف جداً، تواصلوا عدة مرات، على الأقل عبر ثلاث قنوات اتصال مختلفة، حول إمكانية بحث الأزمة الأوكرانية مع الجانب الروسي.. بحسب ما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وأضاف: "إذا كان هناك من يهتم بوضع حد لمحاولات بناء أمنه الخاص على حساب الآخرين، ومحاولات التعدي على المصالح المشروعة لروسيا والمصالح المشروعة للروس المقيمين في العديد من دول قارتنا، فنحن دائما على استعداد لمناقشة هذه القضايا وبكل الوسائل الممكنة".
ونقل لافروف عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن "أولئك الذين يعارضون التفاوض يجب أن يدركوا أن الأمور لن تزداد إلا صعوبة كلما أجبروا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على شن الحرب".. مؤكداً أن الجانب الروسي لم يرفض المفاوضات أبداً بل أبدى استعداده للاستجابة لكل مبادرات التفاوض.
وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن أولئك الذين يربطون التفاعل المستقبلي مع روسيا بضرورة فوز النظام الأوكراني على روسيا لا يعرفون شيئاً عن السياسة ولا يفهمون ما يعنيه أن يكون هناك توازن للقوى.. وخلص لافروف إلى القول: "بالطبع، ليس لدينا ما نتحدث عنه مع هؤلاء الأشخاص".
يُشار إلى أن وزير الخارجية الروسي صرح في الأول من كانون الأول/ديسمبر الجاري بأن موسكو لا ترى أي مؤشر على استعداد كييف والغرب لتسوية الصراع في أوكرانيا دبلوماسياً، موضحاً: "إذا استمعتم إلى ما يقوله مسؤولو حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فإن الأمر برمته يتلخص في شيء واحد: علينا أن ندعم أوكرانيا، لأنه إذا تعرضت أوكرانيا لهزيمة، فإن ذلك سيعني هزيمة للغرب بأكمله". (اليوم السابع، 2023/12/15م)
التعليق:
تأتي تصريحات وزير الخارجية الروسي هذه وسط متغيرات إقليمية ودولية من شأنها أن تؤثر على سير الحرب الأوكرانية الروسية، وخاصة التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط؛ الحرب التي يشنها كيان يهود على أهل غزة وتصدرها للأخبار العالمية وتغطيتها على أي حدث مهما كان؛ وذلك نظرا لحساسية وخطورة منطقة الشرق الأوسط وخاصة قضية فلسطين، كما أن الدول الأوروبية طال عليها الأمد وبدأت تظهر تذمرها من الحرب في أوكرانيا وما آلت إليه الأمور والتي يظهر أنها خلاف ما كانت تتوقع. كما أن عام 2024 هو عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهو العام الأخير في الرئاسة وتسعى فيه الإدارة الأمريكية لتهدئة جبهات الصراع وليس تفعيلها.
لكل ما تقدم وللواقع الموجود على الأرض يتمنى الجانب الروسي أن يجلس على طاولة المفاوضات مع الغرب لحل هذه المعضلة التي سببت الألم للجميع، فلا غرابة من تصريح وزير الخارجية الروسي، وهذا يعني أن هناك اتصالات ومحادثات بهذا الشأن لكنها ليست جدية لدرجة ذكرها والتركيز عليها.
نحن نعلم أن هذه الحرب ستحل على طاولة المفاوضات، وسوف يفاوض الغرب روسيا نيابة عن أوكرانيا، كما أن مصالح أوكرانيا لن تكون ذات شأن حال التفاوض بل ستراعى مصالح الغرب بالدرجة الأولى.
الواقع الموجود على الأرض يقول:
فشل الهجوم المضاد الأوكراني على روسيا منذ بدايته في الصيف مع أنه طال التحضير له، فأظهر خيبة أمل الغرب في الأوكران، وهذا يظهر أن البيت الأوكراني الداخلي ليس على ما يرام بل مخترق، وهذا أمر متوقع.
تعالت الأصوات الأوروبية في البيت الأوروبي من جدوى هذه الحرب وجدوى معاداة روسيا الذي أدى لتقليص الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا مع ملاحظة عدم انقطاعها حتى اليوم.
وفي المقابل: تجاوزت روسيا الهجوم المضاد فأخذت مدينة باخموت الأوكرانية مع أن قواتها تجمدت بعد ذلك.
وتجاوزت كذلك مرحلة خطيرة من حياتها بمحاولة بريغوجين التمرد العسكري، واحتوت الأزمة دون مضاعفات خطيرة عليها.
ثبات اقتصاد روسيا أمام العقوبات الغربية وتكاليف الحرب، بمعنى عدم انهياره.
فشل القوات الروسية في التقدم في الجبهات القتالية وجمودها بسبب ضعفها وعدم جدية الهجوم.
ورغم كل ما ذكر أعلاه من إيجابيات أو سلبيات سواء لأوكرانيا أو لروسيا، لم تتوقف الحرب ولم يجلس الطرفان على طاولة المفاوضات لحل الأمر، ذلك أن ملف إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية هو بيد أمريكا وهي ما زالت تقول حتى الآن: متمسكون بإلحاق هزيمة بروسيا.
فهل أعطت أمريكا أوكرانيا فرصة أخيرة لتحقيق النصر على روسيا حتى الصيف المقبل؟ أم أن هذه الحرب ستسير بوتيرة ناعمة لما بعد الانتخابات الأمريكية؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي