- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا وأكذوبتها الأممية
الخبر:
نشر موقع عربي21 في تاريخ 25/12/2023 خبرا بعنوان: "مسؤول أممي يدعو لإنشاء "محكمة دولية خاصة" للجرائم (الإسرائيلية) بغزة"، جاء فيه:
دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاغوبال، الأحد، إلى إنشاء محكمة دولية جديدة، في حال لم تتخذ المحكمة الجنائية الدولية إجراءات "في وقت قصير جدا" بشأن جرائم الحرب (الإسرائيلية) في غزة.
التعليق:
هذا اعتراف أن المؤسسات الأممية الحالية لا تقوم بحماية الإنسانية من الظلم كما تدعي. وليس ذلك بمستغرب حيث إن الغرب الكافر قد أنشأها من البداية لقتل المسلمين واستعمار بلادهم! وبالتالي لن تستطيع المؤسسات الجديدة التي ينوي المسؤولون الأمميون الموجودون اليوم عقدها لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه، وبيان بشاعة هذه الجرائم، لن تستطيع القيام بدور إحقاق العدل للأهل في فلسطين أو بالمقارنة مع ما ارتكبته الأنظمة الأخرى التابعة لأمريكا كنظام بشار وغيرها من الحروب...
فما قام به الاحتلال عبر السنوات الماضية كان على مرأى ومسمع هؤلاء المسؤولين الأمميين، فلماذا لم يتحركوا، ولم يحاسبوه منذ بداية جرائم الإبادة هذه ضد أهل غزة والضفة الغربية، من النساء والأطفال العزل في آخر سبعين سنة؟! لماذا سكتوا على احتلال اليهود لفلسطين؟!
نعلم أن هذه المشاريع أو المخططات الصهيوأمريكية لن تخرج بقرارات لصالح المنكوبين لأنها تابعة للدول الأوروبية وأمريكا التي تساند الكيان وشجعته على الدموية بل ووافقت أهدافه بإرسال الدعم العسكري، وهي التي تعطيه الضوء الأخضر في انتهاكاته واستغلال هذه الحرب لمصالحها، فهذا دينهم وهذا مبدؤهم.
إن بيان هؤلاء المسؤولين الأمميين هو فقط لإقناع العالم، ومنه الشعوب الأوروبية، بحل ينتظرونه هم ولا ينتظره الناس!! والهدف من البيان أن ينسى العالم، ومنه البلاد الإسلامية، الحل الصحيح، وهو توحيد الأمة الإسلامية وتحريك جيوشها نحو فلسطين والدفاع عنها، وما يقع عليهم من واجب. وطرح البدائل الغربية التي يظنون أنها هي العقاب لهؤلاء المجرمين الذين يرون في الحل الشرعي للمسلمين وهو المطالبة بتحريك الجيوش وإسقاط العروش، عائقا ومُنهيا لتحقيق أطماعهم وبقاء نفوذهم في بلاد المسلمين.
إن الحل لقضايا المسلمين لا بد أن ينبثق عن العقيدة الإسلامية، فعلى من يسعى لمحاكمة المجرمين أن يسأل الأمة عن الحكم وعن العقاب. فلا ينتظر المسلمون من الغرب الكافر إنصافهم، بل إن أنظارهم تتجه إلى من يحمل مسؤولية الأمة ويعمل مع جماعة ينكرون كل منكر، ويبينونه للمسلمين، ويضعون القضية في أيديهم.. فالحل الشرعي يكون بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستجعل من قراراتهم وخططهم وخرائطهم وأفعالهم التنفيذية بمسح مربعات في غزة ودعم قوى الطغيان بمرتزقتهم وترساناتهم العسكرية المتطورة، ستجعل منها حلماً لن يتحقق وسقوطاً مدوياً بعد ظن العلو.
قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم فاطمة سباتين