- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
استمرار المسيرات المنددة بجرائم الاحتلال يكشف أنّ الحكومات في واد والشعوب في واد آخر
الخبر:
آلاف المحتجين في مدينة نيويورك الأمريكية في مسيرة صامتة الخميس 28 كانون الأول/ديسمبر 2023 تضامناً مع الشعب الفلسطيني. كذلك شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة نددت بهجمات الاحتلال على قطاع غزة وحملت فيها لافتات عليها عبارات من قبيل: "أوقفوا الحرب"، و"يقتل طفل كل 10 دقائق في غزة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"وقف إطلاق نار".
التعليق:
تستمر المظاهرات الداعية إلى وقف الحرب في غزة في الغرب عموما، ورغم أنّ بعض البلدان مثل فرنسا وإيطاليا والسويد وغيرها قد قمعت العديد من المسيرات السلمية وجابهتها بالعنف والاعتقالات إلاّ أنّ ذلك لم يمنع خروج الآلاف في أغلب العواصم الأوروبية والأمريكية بما فيها الدول التي قمعت المتظاهرين!
إنّ استمرار المظاهرات الحاشدة في أوروبا وأمريكا وغيرهما وتكررها ليكشف عن فشل الحكومات المتواطئة مع كيان الاحتلال والداعمة له في طمس الحقائق وتزييفها وتغطية عين الشمس بالغربال عن شعوبها، بل وفشلها في تغميض عيون الناس واقتيادهم حيث تشاء كما فعلت في حرب العراق!!
فالترسانة الإعلامية الغربية لا زالت إلى اليوم مجندة ومتحيزة مع الاحتلال بل وتفبرك الأخبار وتزيّف الحوادث لكي تضفي شرعية على ما يقوم به الكيان الغاصب؛ فهو بحسب زعمهم له الحق في الدفاع عن نفسه!! ولكن ورغم الجهود الجبارة المبذولة بات الموقف الرسمي للحكومات الغربية في واد وموقف غالبية شعوبها في واد آخر!! وكأنّي بشعوبها تصرخ: كفاكم كذبا، كفاكم نفاقا، كفاكم تواطؤاً، أوقفوا هذه الحرب الغاشمة!
إنّ هذا الأمر ليبشّر بخير، فرغم عظم مصابنا في إخواننا في غزة إلاّ أنّ ما يحدث لهم جعل أغلب شعوب العالم تستفيق وتدرك أنّ مواثيق حقوق الإنسان والمعاهدات الدوليّة للأمن والسلام وغيرها هي مجرد حبر على ورق، وأنّ الحكومات التي لطالما ادعت تقدّمها واصطفافها مع الحقوق والحريات هي حكومات مخادعة تحركها المصالح، بل هي كيانات لا تقيم وزنا للإنسانية والعدالة والعهود!!
نسأل الله أن يعجّل بنهاية تلك الأنظمة الجائرة وأن يعجّل ببزوغ شمس الإسلام لتدخل الشعوب في دين الله أفواجا!!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منّة الله طاهر – ولاية تونس