- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بايدن أعور البصيرة
الخبر:
حضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونغرس على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبرا أن الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا صباح الجمعة السابقة يؤشر إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا. (سكاي نيوز)
التعليق:
أثارت الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا حفيظة الرئيس بايدن، ما دعاه لدعوة الكونغرس لاتخاذ ما يلزم للحد مما وصفه برغبة روسيا في محو أوكرانيا. بينما عميت عينه عن رؤية المجازر اليومية وشلال الدماء واستهداف المدنيين الأبرياء والمستشفيات والبنى التحتية من قبل يهود وحلفائهم من الغرب الحاقد - ومنهم بايدن نفسه - منذ حوالي ثلاثة أشهر.
فأين هذا التعاطف من دماء الأبرياء التي أريقت في غزّة؟! أين هو من صرخات الثكالى وأنّات الأطفال والعزّل؟! وصدق الله عزّ وجلّ القائل: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً﴾.
هذا هو الغرب الكافر، وبهذه الكيفية يقيّم الشعوب، فنحن بنظرهم أمّة لا يُؤبه لضحاياها، ولا قيمة لدمائها، إذ لا مُطالِب بحقّها، ولا منافح عنها، ولا ذائد عن حماها!
هكذا هانت أمّة الإسلام في عين أعدائها، حين تفرّقت وضعفت، فلا كلمة واحدة لها، ولا إمام يصونها ويحكمها بشرع ربّها، ولا دولة توحّدها وتحميها.
يا أبناء أمّة الإسلام: أفيقوا يرحمكم الله؛ فما يحصل في غزّة اليوم من مجازر، وما حصل بالأمس في الموصل وحلب وإدلب واليمن والسودان وغيرها من بلاد المسلمين من مجازر وسفك للدماء بغير حق، لم يكن ليحصل لو كان للأمّة دولة وإمام عادل، وليست باقي بلاد المسلمين بمأمن من أشباه تلك المآسي التي حصلت - لا سمح الله - طالما هي باقية في قبضة عدوّها المستعمر وأذنابه من العملاء والحكّام الخونة.
يا أبناء أمّة الإسلام: التفّوا حول مشروع استئناف الحياة الإسلامية، ولا يلتفت منكم أحدٌ متردداً عن هذا الشرف العظيم، إذ لا خلاص للأمّة ولا نجاة لها إلّا إن تولّت أمر نفسها واستجابت لأمر ربّها، وامتثلت دعوة نبيها ﷺ، فانتفضت وأزاحت عروش الظالمين وأقامت على أنقاضها خلافةً راشدةً تتوحدُ تحت رايتها كل بلاد المسلمين؛ فرايتها واحدة، وإمامها واحد، وجيشها واحد، ولا حدود ولا سدود تقف بين أبنائها، إذ بهذا وحده يرضى ربّنا سبحانه، وتتحقق بشرى نبينا ﷺ، وتُعزّ أمتنا، وتتوحد كلمتنا، ويذلّ عدونا، ويستقيم أمرنا، ونعود خير أمّة أخرجت للنّاس، وما ذلك على الله بعزيز، وقد أفلح من كان له نصيب في أن يكون لبنةً في إنجاز وعد الله عزّ وجل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا