- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
روسيا تدعو الفلسطينيين لإجراء محادثات مع المحتل
(مترجم)
الخبر:
نشرت وكالة ريا للأخبار في 31 كانون الأول/ديسمبر خبراً حول دعوة روسيا للحركات الفلسطينية أن تتوحد حول منظمة التحرير الفلسطينية. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف في مقابلة مع ريا الإخبارية. وبحسب لافروف "تقف روسيا إلى جانب إجراء محادثات فلسطينية-(إسرائيلية). من العقبات التي تقف أمام هذه المحادثات غياب الوحدة الفلسطينية". وأضاف: "ندعم جهود حلفائنا بما في ذلك مصر والجزائر لحل هذه المشكلة. من جهتنا نساعد أصدقاءنا الفلسطينيين في التوصل إلى حل. ونفتح لهم الساحة الروسية لعقد لقاءات. وندفعهم للتوحد تحت مظلة منظمة التحرير".
التعليق:
ليس سراً أن ما يقترحه لافروف بالانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ومشروع حل الدولتين والاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود هو أمر لا ولن يقبله الفلسطينيون بخاصة ولا الأمة الإسلامية عموماً. أما الحكام العملاء في الدول العربية الذين يعترفون بالاحتلال، فهم لا يمثلون المسلمين.
قبل دس الأنف فيما لا يعنيه والحديث عن غياب الوحدة الفلسطينية، كان الأولى بلافروف أن يلتفت إلى مدى تأييد المجتمع الروسي لحرب الجيش الروسي في أوكرانيا. فهل هو حاضر للدفاع عن فكرة "العالم الروسي" التي تطرحها القيادة الروسية بشكل مزعج، وكيف أن الروس هربوا من البلد عندما أعلنت التعبئة العامة، وغياب الدافع عند الجندي الروسي ما يخلق مشكلة صعبة على الجبهة، وكذلك إلى أن الأعم الأغلب من مواطني البلد تلقوا أخبار تمرد بريغوجين بشيء من الأمل؟!
روسيا تستعمل الإبادة في غزة للوصول إلى أهدافها السياسية، ومنها محاولة طرح نفسها كحليف للعالم الإسلامي والدفاع عن عدالة صراع الفلسطينيين ضد الاحتلال. والآن تريد إعادتهم إلى حل الدولتين. هذا نفاق روسيا أمام الذين نسوا وجهها الحقيقي البشع، ومستعد أن ينسى جرائمها في الشيشان وسوريا، فضلاً عن أن روسيا تحتل بلاد المسلمين في آسيا الوسطى، والقفقاس، ومنطقة الفولغا والقرم. بالإضافة إلى وجود الآلاف من المسلمين في سجونها بسبب عقيدتهم!
بالنسبة للشعب الفلسطيني، فهو قد أظهر توحده في وجه اليهود، وهو تحت قصفهم المتواصل، بلا مساعدة من الجيوش في البلاد الإسلامية تحت ضغط الحكام العملاء، فالفلسطينيون أظهروا مثالاً للوحدة والثبات والصبر.
إن محاولة روسيا إعطاء الفلسطينيين تصورها حول الوحدة تحت مظلة منظمة التحرير والدخول في محادثات مع المحتل يري مصالحها الحقيقية ونيتها. أما حل المشكلة الفلسطينية فيبقى كما هو: طرد المحتل من الأرض المباركة فلسطين. ومن أجل هذا لا بد من قلب أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية التي تحول دون قيام حكم إسلامي وطرد المحتل اليهودي بقوة الجيش. وبمعنى آخر، فإن مشكلة احتلال فلسطين، قد وقعت على إثر هدم دولة الخلافة، ولا بد من إعادتها وتحرير فلسطين وباقي بلاد المسلمين تحت ظل حكم الخلافة، التي قال عنها رسول الله ﷺ: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي أبو أيوب