الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عمليّات حزب إيران في جنوب لبنان: أهي لوحدة الساحات؟ أم لترسيم الحدود بين الساحات؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عمليّات حزب إيران في جنوب لبنان: أهي لوحدة الساحات؟ أم لترسيم الحدود بين الساحات؟!

 

 

الخبر:

 

صرّح زعيم حزب إيران في لبنان حسن نصر الله في خطاب له منذ عدّة أيّام بأنّ "المعركة التي تجري في جنوب لبنان ثبّتت موازين الردع". وقال: "نحن أمام فرصة حقيقية لتحرير كلّ شبر من أرضنا اللبنانية ومنع العدوّ من استباحة حدودنا وأجوائنا". (الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، 2024/1/6)

 

التعليق:

 

لفتت هذه العبارات القليلة بعددها والبعيدة في دلالاتها نظر المحلّلين والمتابعين السياسيين، ضمن خطابٍ يفترض به أنه مخصّص للكلام على العمليات العسكرية الجارية على جانبي الحدود اللبنانية-الفلسطينية بين مقاتلي حزب إيران وجيش الاحتلال، والتي يفترض أيضاً أنّها اندلعت بهدف دعم غزّة في مواجهة حرب كيان يهود عليها.

 

ومنذ يومين صرّح وزير الخارجية اللبناني قائلاً: "أبلغنا الجميع أنّنا على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي يجب العودة إلى خطّ الهدنة لعام 1949 ممّا يعني انسحاب (إسرائيل) من كافّة الأراضي اللبنانية" ولفت إلى أنّ "الولايات المتّحدة أوكلت إلى آموس هوكشتاين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه أمور إيجابية سيزور لبنان في وقت لاحق". (موقع النشرة اللبناني، 2024/1/8)

 

ومعلوم أنّ عاموس هوكشتاين هذا زار لبنان عدّة زيارات، قبل عمليّة طوفان الأقصى، وأيضاً خلال حرب غزّة التي اندلعت قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وممّا يلفت النظر أنّ هذا المبعوث الأمريكي كان قد صرّح قبل عملية طوفان الأقصى واندلاع الحرب بأنّ "الوقت حان لترسيم الحدود البرّية بين لبنان و(إسرائيل) بعدما أشرف على اتّفاق بحري بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً". (أ ف ب، 2023/8/31)

 

إنّ ربط هذه الأخبار والتصريحات بعضها ببعض يؤكّد ما سبق وقلناه من أنّ الولايات المتّحدة تتعامل مع الحرب الدائرة على أرض غزّة وسائر الأراضي المحتلّة من زاوية استثمارها لتحقيق رؤيتها التي سبق أن أعدّتها للمنطقة قبل حرب غزّة. ويأتي السعي لترسيم الحدود البرّية بين لبنان والأراضي المحتلّة - كما أتى ترسيم الحدود البحرية بينهما سابقاً وبعد وساطات تولّاها هوكشتاين نفسه - في سياق إنهاء حالة الحرب بين كيان الاحتلال والدولة اللبنانية. ولا يخفى أنّ ترسيم الحدود (البحرية سابقاً والبرية لاحقاً) بين دولة لبنان وكيان الاحتلال هو اعتراف ضمني بالدولة المزعومة على أرض فلسطين.

 

كما أنّ تصريح نصر الله هذا يؤكّد أنّ قضيّة إيران وحزبها في لبنان لا تتجاوز الحدود الدولية المعترف بها، وأنّ الكلام عن وحدة الساحات بين لبنان وفلسطين لا يتجاوز الدعاية والمتاجرة بمقاومي الأرض المحتلّة في المناورات والمفاوضات والصفقات السياسية، فالرجل يتكلّم عن "فرصة تاريخية لتحرير ما تبقّى من الأراضي اللبنانية" - وهذه الأراضي عبارة عن مجموعة من النقاط الصغيرة، أهمّها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء من أراضي قرية الغجر - تزامناً مع الكلام عن تنفيذ القرار 1701 الذي صدر سنة 2006 خلال عدوان كيان الاحتلال على الأراضي اللبنانية، والذي يرتكز إلى تراجع مقاتلي حزب إيران إلى ما وراء نهر الليطاني لإنهاء حالة الحرب الفعلية بين لبنان وكيان يهود.

 

وهكذا يتّضح أنّ العمليات العسكرية التي قام بها حزب إيران جنوب لبنان والتي تنتهي مع انتهاء حرب حكومة نتنياهو على غزّة، أدّت وظيفة خطيرة جدّاً، ألا وهي تحريك مشروع ترسيم الحدود البرّية، بعد ترسيم تلك البحرية والتي تنازل فيها لبنان عن مساحة شاسعة لصالح العدوّ، توصّلاً إلى إنهاء التهديد الذي يقلق مستوطنات العدوّ في شمال الأراضي المحتلّة، بل إلى إنهاء حالة الحرب بين لبنان وكيان الاحتلال، فضلاً عن وظيفة هذه العمليات المرحلية المتمثّلة في إبقاء الضغط العسكري والأمني على حكومة نتنياهو إلى أن يحين موعد القرار الأمريكي بإنهاء الحرب على غزّة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد القصص

 

آخر تعديل علىالجمعة, 12 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع