- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ألمانيا شريك حرب مع يهود
الخبر:
وجه رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو، الجمعة، الشكر إلى المستشار الألماني أولاف شولتس على رفض برلين للادعاءات التي استمعت إليها محكمة العدل الدولية بأن (إسرائيل) ترتكب إبادة جماعية في غزة.
التعليق:
1- لقد أنطقت جرائم يهود ضد أهلنا في غزة الحجر والشجر وحركت مشاعر العالم كله فخرجت جموع الناس في كل بقاع الأرض ضد كيان يهود وجرائمه، ولسنا بحاجة إلى إثبات هذه المقدمة؛ فالشمس لا تغطى بغربال، وجرائم يهود والتهديد بإلقاء قنبلة نووية على أهل غزة ليست سراً، (تصريحات وزير التراث اليهودي عميحاي إلياهو مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، التي دعا فيها إلى قتل كل من ينتمي إلى حركة حماس أو السلطة الفلسطينية، وإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، وإعادة بناء المستوطنات فيه)، فهل استشهاد أكثر من 10000 طفل وأكثر من 23 ألف شهيد بحسب وزارة الصحة بعد 100 يوم من الحرب على غزة، لا يعد إبادة جماعية؟! ودمار لا يوصف في البنية التحتية (70 في المائة من البنية التحتية والمنشآت المدنية في القطاع دُمّرت) وتدمير المستشفيات... ألا يعتبر ذلك كله إبادة جماعية؟!
٢- ألمانيا دولة استعمارية وتاريخها النازي والاستعماري من أقذر أنواع الاستعمار الغربي، فمثلا أوضح السفير التنزاني في حوار مع صحيفة تاغس شبيغل الصادرة في برلين، حرب "ماجي ماجي"، وهي انتفاضة ضد الاستعمار الألماني بين عامي 1905 و1907 ذهب ضحيتها 250 ألف شخص، وكذلك اعترفت ألمانيا بأنّها ارتكبت إبادة جماعية بحق شعبي الهيريرو والناما خلال استعمارها ناميبيا وستدفع مليار يورو كمساعدات تنموية لهذا البلد.
وعندما قام الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بزيارة كيان يهود والتقى برئيس وزرائه آنذاك نفتالي بينيت تفاخر بينيت بالقول: "لقد قتلت الكثير من العرب في حياتي وليس لدي أي مشكلة في ذلك"، وقام شتاينماير بالدفاع الحماسي عن المسؤولين (الإسرائيليين) من الملاحقة القضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب استعمارية، وأكد أن "موقف الحكومة الألمانية هو أن محكمة الجنايات الدولية ليست ذات اختصاص في هذا الشأن، لعدم وجود دولة فلسطينية". وكأن حماية البشر مرتبط بوجود كيان لهم!
٣- في مسألة فلسطين يذكر التاريخ الحديث حين قامت مجموعة صغيرة من الألمان، تم طردهم في عام 1858 من الكنيسة اللوثرية بسبب معتقداتهم الألفية، بإعادة تنظيم أنفسهم في عام 1861 باسم "الألمان الهيكليين"، وشرعوا في إقامة المستعمرات الاستيطانية في فلسطين. وقد تأسست المستعمرة الأولى عام 1866 بالقرب من الناصرة، وفي عام 1869 أقاموا مستعمرة في مدينة حيفا. تبعت ذلك ثلاث مستعمرات أخرى، بما في ذلك ريفاييم بالقرب من البلدة القديمة في القدس عام 1873 (لا يزال الحي يعرف اليوم باسم "المستعمرة الألمانية")، وكان الهيكليون يأملون في تحويل فلسطين إلى دولة بروتستانتية، وكانوا يحسبون أنها ستُمنح لألمانيا في نهاية حرب 1877-1878.
٤- أما موقف ألمانيا من دعم كيان يهود في جميع المواقف فيعبر عنه وزير جيش يهود الأسبق إيهود باراك، لصحيفة دير شبيغل عام 2012، أنه يجب على الألمان أن "يفتخروا" بأنهم ضمنوا وجود دولة (إسرائيل) "لسنوات عديدة".
هذه نظرة خاطفة على حقيقة ألمانيا الاستعمارية وموقفها من الإسلام والمسلمين بل والإنسانية، فتاريخها النازي وصمة عار وسجلها التاريخي كتب بدماء الأبرياء، وهي شريكة لكيان يهود في جرائمه ولا تختلف عنه، وهي دولة محاربة، ولن ننسى موقفها في حرب البوسنة.
وأخيراً: إن ألمانيا دولة استعمارية مجرمة وتاريخها شاهد على ذلك، ولن يقف مع المجرم إلا مجرم حقير مثله، ولن يوقف هؤلاء عند حدهم إلا دولة الإسلام التي ستعيد أمجاد الجهاد في عقر القارة العجوز في ظل شيخوخة كيانها وضعف ساستها وذلهم في كثير من المواقف.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان