- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة زنجبار في عامها السّتين: هل هناك أي شيء للاحتفال به؟
(مترجم)
الخبر:
في 12 كانون الثاني/يناير 2024، وصلت ما تسمى "ثورة" زنجبار إلى ستين عاماً منذ حدوثها في مثل هذا اليوم عام 1964. وبعد كل هذه السنوات الطويلة، يبقى السؤال المهم: هل هناك ما يستحق الاحتفال به، بعيداً عن السياسيين والعائلات ضمن "الفريق الثوري"، هل لدى الناس العاديين ما يستحق أن يحتفلوا به؟!
التعليق:
وفقاً للحكومة، في عام 2022، بلغت قيمة التجارة في زنجبار 1.4 تريليون شلن، مقارنة بـ 913.1 مليار شلن في عام 2020، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 57.6 في المائة. وصدّرت زنجبار منتجات بقيمة 180.4 مليار شلن في عام 2022، مقارنة بـ 65.7 مليار شلن في عام 2020، بزيادة قدرها 174.7 بالمائة. أيضاً، من حيث محصولها الزراعي الرئيسي، صدّرت زنجبار 6452.8 طناً من القرنفل بقيمة 118.3 مليار شلن في عام 2022 مقارنة بـ 3506.8 طناً تم تصديرها في عام 2020، بقيمة 38.37 مليار شلن، بزيادة قدرها 208.1 في المائة.
ورغم أن الحكومة تحاول أن تجعل الناس يعتقدون أن هناك تغييرات إيجابية ونجاحاً في هذه السنوات الستين، إلاّ أنّ الوضع في الواقع على النقيض من ذلك، وهو الأسوأ بالمعنى الحقيقي. وفقاً لتقرير البنك الدولي حول تقييم الفقر في زنجبار لعام 2022، شهدت زنجبار نمواً كبيراً في نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي بين عامي 2009 و2019، لكن هذا النمو الخاص لم يؤد إلى زيادة استهلاك الأسر، ما يعني أنّ النمو الاقتصادي لا ينعكس على الاقتصاد. حيث تعيش الأغلبية ولا يزال الكثير من الناس يعيشون في فقر مدقع على الرغم من بيانات النمو الاقتصادي غير المجدية.
وأسفر سفك دماء المسلمين باسم الثورة عن مقتل أكثر من 17 ألف مسلم في زنجبار، ومصادرة الدولة للثروات بما في ذلك الأراضي، وفرار الآلاف إلى عُمان ودول أخرى بما في ذلك الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا. كانت المذبحة التي دفعت بها بريطانيا كوسيلة للاتحاد اللاحق بين الأرخبيل وتنجانيقا في 26 نيسان/أبريل 1964 بعد ثلاثة أشهر فقط من المذبحة، جزءاً من محاولة بريطانية للحفاظ على نفوذها في شرق أفريقيا بعد استقلال العلم. إنّ جراح هذه المذبحة وبذور العنصرية بين مسلمي زنجبار هي من آثار هذه الثورة التي لا تنسى. بعد كل هذا هل لدينا ما يستحق أن نحتفل به؟!
وبقدر ما يتعلق الأمر بالثورة الحقيقية، يجب أن تكون مبدئية بهدف إزالة المبدأ الأسوأ واستبدال مبدأ أفضل به. إن المبدأ الرأسمالي هو الذي تجب إزالته من جميع أنحاء العالم واستبدال الإسلام به، باعتباره مبدأ كاملاً وشاملاً لديه حلول لكل مشكلة إنسانية، ويجب تطبيقه تحت ظل الخلافة الإسلامية العالمية.
إن على الأمة الإسلامية مسؤولية والتزاماً باتّباع قائدنا النبي ﷺ كيف أحدث تغييراً مبدئياً جذرياً من خلال حمل فكر إسلامي قوي من الخالق أدى إلى إنشاء دولة مستقلة لديها حلول لجميع مشاكل الإنسان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا