- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرص على المرابيع والتفريط بما هو أغلى!
الخبر:
أوردت صحيفة الأمناء الصادرة في عدن يوم الأحد 2024/02/11م خبراً بعنوان "علي عنتر ومرابيع الخشب.. قصة واقعية"، قالت فيه: "يروي أحد الضباط في الجيش الجنوبي قصة حقيقية.. أنه في إحدى المرات جاء إليهم وزير الدفاع علي عنتر يتفقد المعسكر وتوجه إلى إدارة المعسكر وأثناء دخوله الإدارة توقف والتفت يميناً ويساراً وقال لأحد المسئولين في المعسكر كانت توجد هنا مرابيع خشب وعددها 11 مربوعاً، أين ذهبت؟ رد عليه المسئول: أخذها فلان، وهو أحد ضباط المعسكر! قال علي عنتر: أخبروه أني انتظره في الإدارة وأن يأتي إلي حتى لو كان في عزاء! قولوا له علي عنتر ينتظرك. وفعلاً تم إيصال رسالة عنتر إليه فتوجه إلى المعسكر، وأثناء دخوله الغرفة لم يكن يعلم ما سبب استدعائه من قبل وزير الدفاع علي عنتر! وبعد أداء التحية قال له عنتر: يا فلان أنت أخذت المرابيع الخشبية من داخل المعسكر؟ تلعثم الضابط واحمر وجهه وبدا الارتباك عليه... قال عنتر: اخلع البدلة العسكرية ولديك 3 أيام إجازة، اذهب وأعد ما أخذته ولتستعد لمحاكمة عسكرية. وهذا الذي حدث بالفعل؛ عاد وأحضر المرابيع الخشبية وتمت محاكمة هذا الضابط محاكمة عسكرية واتخذت ضده الإجراءات القانونية بالتعدي على المؤسسة العسكرية".
التعليق:
يا لهول ما سمعنا إن لم نكن نعلم كيف انتهت حياة هذا الوزير. فبالقدر الذي نجح فيه في الحفاظ على مرابيع الخشب أن يحفظ ما هو أغلى منها؛ دماء إخوته ورفاقه، التي لم يحالفه الحظ في حفظها، بدءاً بقتال 1966م في عدن لتسليم بريطانيا الحكم للجبهة القومية بعد مباحثات سرية معها في جنيف من 20 - 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م، وليس كما أُوْهِمنا بقصة "برّع يا استعمار"! ثم في 1969م حين صُفِّيَ رفيق نضاله فيصل عبد اللطيف الشعبي، وفي إسقاط طائرة رفقائه الدبلوماسيين في 1973م وفي أحداث 1978م، وأخيراً مقتله هو نفسه في 1986م.
من يصدق أن رفقاءك يا عنتر قد سلَّموا رقابهم لعلي عبد الله صالح، فذهبوا إليه في صنعاء، التي سلمها بدوره للحوثي؟! هل تعلم يا عنتر بأن بريطانيا لم تترك عدن حتى اليوم، وأنكم يا رفاق كنتم بيادق بين بريطانيا وأمريكا؟! لا ولن تعلم، وتكفيك مرابيع الخشب!
فبدلاً من أن تضعوا يدكم بيد لندن وتُوجّهكم إلى موسكو، لتبعد يد أمريكا عنكم، كان أقرب إليكم أن تتجه عقولكم إلى ما هو أقرب منها؛ مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتأخذوا منها كيف تقيمون نظام الإسلام في الحكم والاقتصاد وغيرهما، في ظل الخلافة على منهاج النبوة. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، بدلاً من أن ترموا الإسلام بالتخلف ومخالفته للتقدم الذي كنتم تنشدونه!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن