الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بريطانيا بلاد غريبة حيث الأغبياء يصدقون أمورا غبية، ويتمّ تخويف الأذكياء حتى يذعنوا لهم (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بريطانيا بلاد غريبة حيث الأغبياء يصدقون أمورا غبية، ويتمّ تخويف الأذكياء حتى يذعنوا لهم

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

جاء في عنوان مقال رأي لصحيفة الغارديان في 16 شباط/فبراير 2024، بقلم غابي هينسليف، ما يلي: "تعلّم هذا من كارثة روتشديل: يواجه المجتمع خطراً عندما يصدق الأشخاص الأذكياء أشياء غبية".

 

التعليق:

 

كم هو صحيح أنّ المجتمع يواجه خطراً عندما يصدق الأذكياء أشياء غبية، لكن في مثل هذه الحالات على الأقل، قد يرى الأذكياء الحقيقة ويغيرون رأيهم. الخطر الأكبر هو عندما يصدق الأغبياء أشياء غبية ويتم تخويف الأذكياء لإجبارهم على الإذعان لها، وهذا هو ما يحدث في المملكة المتحدة حيث يتمّ القضاء على أي انتقاد للتّدمير والمذابح التي يتعرّض لها المدنيون في غزّة بعنف من جانب محاكم التفتيش. لأيام عدة، كانت وسائل الإعلام البريطانية مهووسة بالمرشّح المسلم عن حزب العمال للانتخابات، السيد أزهر علي، الذي سُمع في مناقشة خاصّة مسرّبة مع زملائه أعضاء حزبه وهو يقول: "يقول المصريون إنهم حذّروا (إسرائيل) قبل 10 أيام... لقد حذّرهم الأمريكيون قبل يوم واحد من... أن هناك شيئاً ما يحدث. لقد تعمّدوا نزع الأمن، وسمحوا… بتلك المذبحة التي أعطتهم الضّوء الأخضر ليفعلوا ما يريدون".

 

لقد أدلى السيد علي بهذه التعليقات بعد فترة وجيزة من السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما أُذهل العالم، وخاصةً بلاد المسلمين، بحجم وسرعة انهيار قوات كيان يهود في غلاف غزة. لقد تحطمت أسطورة الكيان الذي لا يقهر في لحظة، ووجد الكثيرون صعوبة في تصديق أنّ كيان يهود لم يكن على علم بالهجوم الوشيك من غزة. كملاحظة جانبية، كان جيش كيان يهود في حاجة مرتين فقط في تاريخه للدفاع فعلياً عن الكيان، وفشل مرتين فقط. لقد اعتمد كيان يهود على الأنظمة العربية المجاورة للدفاع عنه، حتى يتمكن من التركيز على إخضاع الفلسطينيين، وعلى دوره الخبيث كمعسكر تلقين جماعي لشبابه. في جو مختلط من الصداقة الحميمة بين الجنسين، ويطلُّ على "الآخر" المجرد من إنسانيته، يمتص الشباب اليهود سريعو التأثر الخيال الاستعماري الأسطوري للصهيونية السياسية المتمحورة حول الذات ويشاركون في مغامرة الاحتلال الاستعماري العنيف لحياة الفلسطينيين، بحيث يكون رفض الصهيونية السياسية بعد ذلك رفضا مؤلما للذات. القلة التي تفشل في تشرب هذا التلقين، تشعر بالخجل وتتضرّر عاطفياً من التجربة، وفقاً لشهادات جنود سابقين في جيش كيان يهود. لقد انتقد الكثيرون هذه الثقافة الاستعمارية دون تمنّي أي ضرر لليهود.

 

إنّ الشيء المذهل في وسائل الإعلام في المملكة المتحدة ومؤسّستها السياسية هو الطّريقة التي لا تتخذ بها مثل هذا الموقف غير العادل والأحادي فحسب، بل تقوم أيضاً بتطهير كل المعارضة بلا رحمة. على سبيل المثال، طرد حزب العمال المئات من أعضائه بتهمة معاداة السّامية، وحتى زعيمه السابق جيريمي كوربين وقع ضحية لعملية التطهير، وتمّ إرسال آلاف آخرين لإعادة التعليم القسري في الأشهر التي تلت ذلك. على الرّغم من كل "إعادة التثقيف" هذه، لدينا الآن المزيد من الأعضاء الذين يعاقبون بسبب التعبير عن "أفكار خاطئة". من المثير للدهشة أن اليهود كانوا أكثر عرضة للاتهام بمعاداة السامية بخمس مرات مقارنة بغير اليهود، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصوت اليهودي من أجل العمل، الذي قدم إلى لجنة المساواة وحقوق الإنسان في عام 2021، وهو ما يجب أن يجعل أي شخص ذكي يشكك في العقيدة السائدة. ومع أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش كيان يهود في غزة، تزايدت الانتقادات الموجهة إلى الكيان، وبدأت عمليات التطهير لمعادي السامية مرةً أخرى. لقد تمت معاقبة السياسيين، والأطباء وغيرهم من المهنيين الذين استهدفوا بالطرد من وظائفهم، وتعرض الأشخاص الذين يرتدون ملابس فولكلورية فلسطينية أو يطالبون بحرية فلسطين للتهديد. كل هذا لأنه، أولاً، تمت إعادة تعريف معاداة السامية بشكل شاذ على أنها تعني انتقاد (إسرائيل)، وثانياً، أصبحت المملكة المتحدة دولة بوليسية حيث تحدّد جماعات الضغط وأصحاب المليارات من وسائل الإعلام ما يجب أن يفكر فيه الناس، وتكتب جيوش الببغاوات مقالات تندب أولئك الذين ينحرفون عن المعتقدات الجديدة.

 

أشارت غابي هينسليف إلى نقطة مثيرة للاهتمام في مقال رأيها في صحيفة الغارديان، حيث قالت: "إن السمة المميزة للتفكير التآمري هي قناعة شبه دينية بأن لا شيء يحدث أبداً عن طريق الصدفة، بل فقط عن طريق تصميم كبير، وأن الأشخاص فقط هم الساذجون لدرجة أنهم لا يعرفون كيف يعيش العالم حقاً" يمكن للأعمال أن تُدار بطريقة أخرى. وعندما يتمّ تحديهم، يعود المؤمنون بسخط إلى تلك الحقيقة الأصلية، قبل أن يصرّوا على أنه يحق لهم بصوت عالٍ استخلاص أي استنتاجات يريدونها منها. إنها تدعو الناس إلى "تحدي الأشياء الخطيرة عندما يسمعونها وبالتالي وضع المعايير الاجتماعية"، ولكن لا يمكن لأحد أن يتحدّى أي شيء بعد الآن في المملكة المتحدة لأن "الأعراف الاجتماعية" قد تمّ وضعها في الحجر، وعلى الرغم من ذلك، للأسف، السيد علي تم التنمر عليه للتراجع عن آرائه، وقد تمّت معاقبته على أي حال.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

آخر تعديل علىالإثنين, 19 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع