نزعة التحرير والتغيير حقيقة لا وهم

الخبر:

شهدت ولاية ميشيغان الأمريكية ارتفاعا في عدد الناخبين "غير الملتزمين" الذي ارتفع من 20,000 ناخب غير ملتزم في سنة 2020 إلى حدود 102 ألف ناخب في الانتخابات التمهيدية التي جرت في شهر شباط/فبراير والتي تواجه فيها الرئيس جو بايدن أمام غريمه المرشح الجمهوري دونالد ترامب والتي خسر فيها بايدن أصوات أكثر من 100,000 ناخب ديمقراطي أغلبهم من المسلمين والعرب.

التعليق:

منذ هبوب نسائم طوفان الأقصى بتاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما قامت به ثلة مؤمنة محتسبة زعزعت كيان يهود والغرب وأقلقت مضاجعهم، جن جنون يهود ومن ورائهم أمريكا، وما فتئوا ينهالون على غزة وأهلها بكل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا حتى تخمد نار عزيمتهم وتثنيهم عن الرغبة في الانعتاق من براثن الاحتلال اليهودي الغاشم.

كل هذا زاد من غضب واحتقان الأمة ضد الغرب الصليبي وأعاد لها ثقتها في نفسها وفي قدرتها على استرجاع مقدساتها وتحرير المسجد الأقصى، وفي المقابل أفقدها الثقة بالغرب ودساتيره وما ادعاه طوال قرن من حماية لحقوق الإنسان العالمية، وبخاصة أمريكا ومساندتها الواضحة والمكشوفة لعدوان كيان يهود على قطاع غزة وتزويده بما يلزم من أسلحة وذخائر، ورفض بايدن التوقيع على قرار وقف إطلاق النار.

فقدان الثقة هذا والاستنكار تخوف منه الغرب على عروشه وسلطانه، وها قد ظهرت معالمه في الانتخابات التمهيدية الأمريكية على يد العرب والمسلمين الذين بلغ عددهم 102 ألف ناخب اختاروا التصويت بـ"غير ملتزم"، والتي تعني الرفض التام لمترشحين يساندون العدوان على شعب أعزل في المقام الأول وعلى إخوانهم المسلمين في المقام الثاني والأهم.

إن الأمة الإسلامية لم تفقد يوما إحساسها بانتمائها ووحدتها العقائدية وإنما هي مكبلة بسبب خيانة حكامها، وهي قادرة على رد الفعل وعلى رد العدوان بالقوة لو تحررت من قيود الحكام المطبعين والمتواطئين، وقادرة على دك عروش الغرب وقلب جميع الحسابات لصالحها، هي فقط محتاجة لاستعادة سلطانها ونصرة جيوشها وعلمائها. قال رسول الله ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» صحيح الجامع

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خولة العامري