الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الجامعة العربيّة بقيّة نظام استعماريّ مجرم... ألم يأن للمهزلة أن تنتهي؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجامعة العربيّة بقيّة نظام استعماريّ مجرم... ألم يأن للمهزلة أن تنتهي؟!

 

 

 

الخبر:

 

انطلقت، يوم الأربعاء 2024/03/06، أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، في دورته العادية الـ161 برئاسة موريتانيا.

 

ويتضمن مشروع جدول الأعمال 9 بنود رئيسية، تتناول المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والبند المتعلق بالقضية الفلسطينية ويشمل عددا من الموضوعات المرتبطة بمستجدات القضية الفلسطينية والانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس المحتلة وقضية الأمن المائي العربي وسرقة الكيان الصهيوني للمياه في الأراضي العربية المحتلة ودعم موازنة دولة فلسطين والوضع في الجولان العربي السوري المحتل، بالإضافة إلى تقرير مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية في دورته الـ111. (وكالة وفا)

 

التّعليق:

 

فلسطين عند الجامعة العربيّة وحكّام المسلمين جميعهم ليست إلّا بندا من البنود. تتحوّل فلسطين من قضيّة أرض مغصوبة يجب استرجاعها كاملة إلى جزيئات قضيّة، ومجرّد "انتهاكات الصّهيونيّة" (هكذا)! فما يحدث في فلسطين ليس إلّا مجرّد انتهاكات، سيبحثها وزراء الخارجيّة في اجتماع عاديّ.

 

قاتلهم الله أنّى يؤفكون، فلسطين تُباد، تُهدّم، يُصبّ على رؤوس أهلها أطنان القنابل صبّا، وحكّام المسلمين - ليسوا في عجلة من أمرهم - ولم العجلة؟ والمهلة التي أعطتها سيّدتهم أمريكا لعصابات يهود لم تنته بعدُ؟

 

سيبحثون المستجدّات في فلسطين. وهل المستجدّات مجهولة غير معلومة؟! هل تستحقّ البحث والنّقاش؟ ألم يروا صور الأطفال يموتون جوعا؟ ألم يروا الدّماء التي تسيل أنهارا؟ غزّة تحوّلت إلى ركام، وهم لا يرون. في فلسطين 30 ألف شهيد بل يزيدون، و72 ألفا من الجرحى والمصابين بل أكثر، هذا مع آلاف المفقودين وتشريد مليوني مسلم هناك، أُلقوا في العراء لا مأوى ولا مأكل إلّا القنابل والصّواريخ.

 

وهم لا يعلمون... سيجتمعون وسيبحثون، أين جيوشهم؟ أين قوّات البوليس؟ أم أنّها لا تخرج إلّا لقتل المسلمين أو قمعهم؟!

 

اجتماع حكّام العرب كعدمه بل هو أخطر من عدمه، جعلوا جميع قضايانا وبخاصّة المصيريّة منها، بيد الكافر المستعمر يصرّفها كيف يشاء وليس لهم من أمر ولا نهي إلا السمع والطّاعة وتنفيذ ما تقرّره الدّوائر الاستعماريّة. فهم الذين تآمروا فخاضوا حروب زور ضدّ كيان يهود، واجتهدوا اجتهادا في الانهزام أمامه، ليكرّسوه أمرا واقعا لا يُمكن تغييره (هكذا يزعمون)، فحبسوا الجيوش في ثكناتها لا يُطلقونها إلّا على المسلمين تقمعهم بل تقتلهم، وهم الذين ذلّوا وطأطأوا الرؤوس يردّدون ما يمليه أنتوني بلينكن، وزير خارجيّة أمريكا التي تقود الحرب، قنابلها تحطّم غزّة تحطيما ونيرانها تحرق أهلنا حرقا. يجتمعون في مصر حيث فرعونها الصّغير السّمين، يُحاصر غزّة ويجوّع أهلها.

 

ثمّ هل من كلمة عن تحريك الجيوش؟ ولا نصف كلمة، ولا مجرّد تلميح أو إشارة. فماذا إذن؟

 

الجامعة العربية وقممها، كانت فكرة من أخبث الأفكار الاستعماريّة وأخطرها، أنشئت بقرار من وزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدن، ثم اخترقها النفوذ الأمريكي، لتكريس دويلات هزيلة (صنعها المستعمر للحيلولة دون عودة الخلافة)، فلم تكن سوى أداة بأيدي الكافر المستعمر تنفذ ما يُطلب منها، فكلّ قراراتها مذ أنشئت كانت تفريطا في فلسطين وتكريسا لكيان يهود. وكانت تبريرا لتدمير العراق، وإمهالا لسفّاح الشّام بشّار، المهلة تلو المهلة حتّى يُمعن في قتل المسلمين الثّائرين. وصمتت عن مجازر فرعون مصر وحصاره الأثيم لغزّة، أمّا هرولة دويلات الخليج للتطبيع السرّي والعلني مع كيان يهود، فهم عمي صمّ بكم لا ينطقون.

 

حين يجتمع حكّام العرب في إطار الجامعة العربيّة، لا يجتمعون إلاّ لتكريس دوريّة الانعقاد، تكريسا لنظام عالميّ أزيحت منه الخلافة وساد فيه الرأسماليّون مجرمو الحروب. فاجتماع وزراء الخارجيّة العرب من هذه الجهة مهمّة للمستعمر صانع النّظام الرّسمي العربي من أجل تأبيد تفتّت الأمّة الإسلاميّة ومسخ هويّتها بل محوها.

 

ولكن فاتهم أنّ الأمّة الإسلاميّة لا تموت، تنتكس حينا من الزّمن، تمرض وتعتلّ لكنّها تعود، فلقد عادت رغم وحشيّة المغول، وجرائم الصّليبيين، عادت فانتصرت في عين جالوت وحطّين وعادت إلى خلافتها قوّتها، فوحّدت بلاد المسلمين التي تفتّتت إلى إمارات هزيلة عليلة، ثمّ انطلقت تفتح أوروبا، وسادت العالم لقرون.

 

نعم ستعود خلافتنا قويّة عزيزة كما بشّرنا رسولنا الكريم ﷺ، وستنطلق الجيوش من ثكناتها لتقلع حكّام السّوء وتطهّر الأرض من عصابات يهود وتُنسي أمريكا وبريطانيا وساوس الشّياطين. وإنّ لذلك لآمارات لا تخطئها العين. وإنّ غدا لناظره لقريب. إنّ وعد الله حقّ ﴿وَعْدَ اللهِ لَا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد الناصر شويخة

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع