- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة واشنطن إلى هدنة في غزة هي من باب يعطيك من طرف اللسان حلاوة!
الخبر:
ذكرت قناة سكاي نيوز الإخبارية عن القناة 13 لكيان يهود ما مفاده أن واشنطن ليست لديها نية لوقف شحنات الأسلحة إلى الكيان الغاصب.
التعليق:
لا شك أن العدوان الوحشي والإبادة الجماعية التي حصلت وتحصل لأهلنا في غزة، قد حركت الكثير من مشاعر الغضب والسخط على المنظومة الغربية بشكل عام وعلى أمريكا وكيان المغضوب عليهم بشكل خاص، ليس من قبل المسلمين فقط، بل إن الكثير من الشعوب الغربية أظهرت ذلك السخط أيضا واحتجت بشكل واضح وكثيف حتى فاقت أعمالهم أحيانا ما قامت به الشعوب الإسلامية. إلا أن ذلك لم يغير من سياسة الغرب الكافر التي تقتضي دعم كيان يهود بكل ما يملكون، سواء أكان ذلك بالمواقف السياسية أو بمدهم بالأسلحة والمؤن والعتاد، ولا عجب، فكيان يهود ليس إلا رأس حربة بيد الدول الغربية في محاربة الإسلام والمسلمين.
لقد وصلت حدة الاحتجاجات في الغرب إلى مرحلة حرجة وخاصة بعد قيام طيار من القوة الجوية الأمريكية بإضرام النار في نفسه، الأمر الذي أدى إلى اتساع رقعة السخط بين زملائه العسكريين وعامة الأمريكيين. وما تقوم به أمريكا الآن ومن ورائها دول الغرب الكافر المستعمر وعملائهم، ما هو إلا تمثيل سخيف مقيت لامتصاص غضب الشارع الأمريكي والغربي بشكل عام، خاصة وأن الحملة الانتخابية الأمريكية قد بدأت، وتعهد الكثير من الأمريكيين بعدم انتخاب بايدن مرة أخرى، فأصبح مستقبله السياسي مهددا، ولذلك لا بد من عملية خداع لتبييض وجهه أمام الناخب الأمريكي، فنراه تارة يتهم رويبضة مصر بعدم موافقته على فتح معبر رفح، مع العلم بأنه عميل خسيس يأتمر بأمرهم، ولو أرادت أمريكا فتح المعبر لفتحته، وتارة أخرى يدعو بايدن إلى هدنة مطولة تؤدي إلى وقف العدوان، واليوم يقومون بعمليات إنزال استعراضية لإيصال المساعدات، وفي الوقت نفسه يستمر شحن الأسلحة إلى كيان يهود.
إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية وتدعو إليه من هدن ليس إلا من باب "يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب"، فكل ما يفعلونه ويقولونه في هذا الشأن، هو جرّاء تخوفهم من انفلات الرأي العام عليهم ومحاولة منهم لتهدئة الاحتجاجات، وفي الوقت نفسه يحاولون خاسئين إظهار أهلنا الصابرين المحتسبين في غزة الذين يحاولون جاهدين الحصول على بعض المساعدات بمنظر الرعاع الفوضويين.
أما الحقيقة فواضحة مكشوفة، وهي أنهم شركاء يهود في إجرامهم، ليس بالقول فقط، فأفعالهم تثبت ذلك وتؤيده كما في الاستخدام المتكرر "لحق النقض الفيتو" في وجه الدعوات إلى إيقاف حرب الإبادة، وإرسال حاملات الطائرات لطمأنة كيان المجرمين ومده بالأسلحة والعتاد والخبراء والجنود دون انقطاع، كذلك فتح باب التطوع لكل وحش متعطش للدماء ليقاتل في خندق المغضوب عليهم.
إن كيان يهود هو ربيب الغرب الكافر المستعمر وقاعدته المتقدمة في قلب الأمة الإسلامية التي أوكل حمايتها لنواطير رويبضات نصبهم حكاما على المسلمين، إن رأس الشر أمريكا ومن ورائها دول الغرب الكافر المستعمر، هم أعداء الأمة في الدرجة الأولى، ولولا وجود عملاء لهم يحرسون حدود سايكس وبيكو ويدافعون عن يهود، لأصبح هذا الكيان المسخ أثرا بعد عين، والله سبحانه وتعالى نسأل، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة تستنهض الهمم في الذود عن حرمات المسلمين ومقدساتهم، وتقطع دابر الكفار المجرمين وتطاردهم في عقر دارهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل