- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرقص على جراح الناس دليل على فقد أدنى درجات الإحساس
ممن يدعون الحس الفني المرهف
الخبر:
احتضنت مدينة مراكش من فاتح إلى تاسع آذار/مارس الدورة الـ17 للمهرجان الدولي للرقص المعاصر "On Marche"، تحت شعار "الروحانيات في الرقص المعاصر". وكان موقع Kech24.com قد نقل في 21/01/2024 عن بلاغ للجهة المنظمة، أن هذه التظاهرة المنظمة من قبل الكوريغرافي توفيق إزديو، مؤسس ومدير المهرجان، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبتعاون مع المعهد الفرنسي ومجلس جهة مراكش-آسفي والمجلس الجماعي لمراكش، ووكالة والونيا-بروكسيل الدولية، ومعهد غوته، تروم النهوض بالحياة الثقافية والفنية في المغرب، وتعزيز التبادل والإبداع في فن الرقص المعاصر.
وأشار إلى أن النسخة الـ17 من المهرجان تدعو إلى التفكير في موضوع الروحانيات في الرقص بمعناها الواسع، لافتاً إلى أن الرقص عندما يكون مشبعاً بالجانب الروحي يصبح بمثابة غوصٍ صوفي فردي أكثر مما هو تعبيرٌ جماعي. وأشار إلى أن المهرجان، سيواصل تأملاته حول مكانة الرقص في المجال الفكري المغربي. ومن المنتظر أن تشكل هذه التظاهرة، بحسب المصدر ذاته، لحظةً أخرى مهمةً للرقص المعاصر، يجتمع فيها عشاق الرقص والمحترفون والجمهور العريض في جوٍّ من التبادل والتقاسم والانفتاح على هذا الفن.
ونشر موقع Visitmarrakech.com أن تصميم المهرجان في البداية من قبل مؤسسه، يهدف إلى تسليط الضوء على الرقص، وجعله في متناول أكبر عددٍ ممكن من الناس، وإثارة اهتمام المجتمع بأكمله باللغة التي يتم الرقص بها جسدياً. ويحتل هذا المهرجان الأماكن الثقافية لمراكش وكذلك ساحاتها العامة، مما يخلق منصةً للقاءات تهدف إلى تقديم تنوع الإبداع الكوريغرافي المعاصر القادم من مختلف الآفاق. الهدف الرئيسي هو إضفاء الحيوية على الشوارع والوصول إلى جمهورٍ أوسع وتسليط الضوء على الفنانين الشباب الواعدين.
التعليق:
هكذا بدون حياءٍ ولا خجلٍ، مهرجان للرقص قبل يومين من بدء الشهر الفضيل، وفي عز الحرب على أهلنا في القطاع، وفي ظل استمرار معاناة المتضررين من زلزال الحوز!! من أي طينةٍ أنتم؟! أيُّ قلوبٍ تحملون في صدوركم؟! كيف يطيب لكم الرقص وأشلاء إخوانكم تتناثر، ومن أخطأته القذائف هلك جوعاً ومرضاً؟! تبّاً وسحقاً لكم!!
الخبر يحمل مجموعة من الأمور المثيرة للاشمئزاز، منها:
- أن الحديث عن النسخة 17، أي أنه نظم لـ17 سنة متوالية، دون ملل ولا كلل، 17 سنة من محاولات الإفساد والتمييع والتتفيه المتواصل، جهودٌ مضيَّعةٌ وأموالٌ مهدورةٌ في الرقص، وبطون المسلمين جوعى لا تجد لقمة تطفئ بها سغبها!
- ما علاقة الرقص بالروحانيات؟! الروحانيات في أذهان الناس مرتبطة عموماً بالتدين، فما علاقة الرقص المختلط بين الرجال والنساء بالتدين والروحانيات؟ أم أنه الجهد المتواصل لتمييع كل شيء؟
- "المهرجان سيواصل تأملاته حول مكانة الرقص في المجال الفكري المغربي..."، منذ متى كان للرقص مكانٌ في الفكر، ما لكم كيف تحكمون؟!
- التركيز الكبير على جعل الرقص في "متناول أكبر عدد ممكن من الناس، وإثارة اهتمام المجتمع بأكمله باللغة التي يتم الرقص بها جسدياً" و"الوصول إلى جمهور أوسع"، دليلٌ على مدى رفض الناس لهذه التفاهات وإعراضهم عنها وعلى مدى إصرار المنظمين وحرصهم على نشر الفساد والإفساد.
نذكر القائمين على هذا المهرجان ومنظميه والمشاركين فيه بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور 19]، فإنما هي صحائفكم، وجوارحكم أقلام، فاكتبوا في صحائفكم ما تشاؤون، والموعد يوم العرض على الله.
لقد كان المفروض أن تكون جهود كل الناس موجهة في اتجاه واحد هو رفع المعاناة عن إخواننا في فلسطين، وكان المفروض أن يخجل دعاة الفساد والميوعة من مثل هذه الأعمال المشينة في هذه الأوقات العصيبة، وكان المفروض أن ينفض الناس عن المنظمات التابعة للغرب المتواطئ مع الاحتلال في جرائمه البشعة، لكن الأفاعي تأبى إلا أن تطل برؤوسها لتنفث سُمَّها كلما وجدت، أو ظنت أنها وجدت غفلةً من المسلمين، فمن أَلِفَ المجون لا يستطيع أن يعيش إلا محاطاً به. فبئس ما تشغلون به أنفسكم وبئس ما تدعون الناس إليه.
فتوبوا إلى الله قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه شفاعة، ولا يُغني عنكم فيه منظمات لا غربية ولا شرقية، وأشغلوا أنفسكم بما رغّبكم الله بالانشغال به من العمل الصالح ونصرة دين الله وإغاثة إخوانكم، واطرحوا عنكم هذه التفاهات التي لا خير فيها لا في الدنيا ولا في الآخرة، فما لهذا خُلقتم، قال ﷺ: «إنَّ اللهَ يحبُّ معاليَ الأمورِ ويَكرَهُ سَفسافَها»، وجاء في الأثر عن عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ أنه قال: "إنِّي لأكرَهُ أنْ أرى أحدَكم فارغاً سبَهلَلاً، لا في عملِ دُنيا ولا في عملِ آخرةٍ".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الله