- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة بوتين للغرب
التعليق:
علّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال خطاب ألقاه في وسط موسكو بعد أن أظهرت النتائج الأولية فوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية بأغلبية ساحقة، على احتمال نشوب صراع شامل مع حلف الأطلسي ووجود قوات غربية في أوكرانيا. وقال بوتين إن وجود قوات غربية في أوكرانيا "سيدفع العالم إلى شفا حرب عالمية ثالثة". وأضاف أن "فرنسا يمكنها أن تلعب دورا في التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا". (الجزيرة)
التعليق:
من الواضح جيدا أن الرئيس الروسي بوتين يعيش لحظة انتعاش بسبب إعادة انتخابه كرئيس من جديد لروسيا خاصة وأن الانتخابات مرت دون منغصات أو أحداث داخلية تعكر مزاجه.
هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها بوتين بإمكانية تطور الصراع في أوكرانيا ليصبح حرباً عالمية ثالثة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي هدد فيها باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا أو تهديده باستخدام السلاح النووي ضد الأعداء إذا توسعت الحرب.
إن التهديد بتوسيع الحرب واستعمال السلاح النووي يبرهن على مدى الأزمة التي يعيشها بوتين ونظامه بل روسيا بأكملها، فهو يعرف منذ اليوم الأول للحرب أن الغرب يقاتل في أوكرانيا سواء بخبراء أو أسلحة، ويعلم بوتين أن سر صمود أوكرانيا هو هذا الدعم الغربي السخي لأوكرانيا، فعلام هذه الجعجعات الإعلامية؟!
على ما يبدو أن بوتين بعد أن استقر له الأمر في الداخل الروسي الذي تمثل بالقضاء على بريغوجين رئيس فاغنر وموت المعارض الروسي في السجن ومرور الانتخابات دونما منغص، بعد هذا الاستقرار النسبي قرر بوتين أن يستعرض عضلاته أمام خصومه الغربيين وأن يرسل لهم رسالة مفادها أن روسيا مستعدة لتسوية الصراع في أوكرانيا، أي يرسل رسالة للغرب وهو في موقف قوة وذلك في محاولة منه لإنهاء هذه الحرب التي لم تجلب لروسيا إلا الخراب والدمار، فبوتين يرسل هذه الرسالة والغرب موقفه ضعيف ومهلهل، فأمريكا مشروخة من الداخل وهي أمام خطر حقيقي على وجودها خاصة مع وجود ترامب كمرشح للرئاسة الأمريكية، كما أن ملف الحرب في غزة كشف مدى التصدع في الداخل الأمريكي وكشف مدى إجرام أمريكا وازدواجية مقاييسها، ويوجد هناك أيضا تشكل رأي عام أمريكي على خلاف ما تشتهي الإدارة الأمريكية في الداخل الأمريكي وأوروبا أيضا بل في العالم بأسره فيما يخص حرب غزة.
لذلك رشح بوتين فرنسا لتلعب دور الوسيط في المفاوضات بين الطرفين رغم اتهامه لها بإرسال جنودها للقتال في أوكرانيا على حد تعبيره.
الخلاصة أن بوتين يستغل تطور وتغير الأحداث العالمية والداخلية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لتشكل له جسر النجاة تمكنه من العبور لشط الأمان بأقل التكاليف.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي