- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرصيف البحري المزعوم
الخبر:
صرح الرئيس الأمريكي بايدن عن نيته قيادة بلاده إلى مهمة طارئة لإنشاء رصيف بحري مؤقت، قبالة سواحل غزة. وقد أثار هذا التصريح كثيراً من التساؤلات حول الأهداف والمخاطر التي ينطوي عليها هذا المشروع، مع دخول حرب كيان يهود شهرها السادس. وبحسب تصريح بايدن فإن إنشاء الميناء يهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بحراً، وإقامة مستشفيات عائمة لعلاج جرحى الحرب.
ومن المتوقع أن يستغرق إنشاء هذا الرصيف فترة زمنية غير قليلة، كذلك بين بايدن أن كيان يهود سيتولى مهمة تأمين هذا الميناء.
التعليق:
ربما تحاول واشنطن من خلال هذا المشروع تغيير معادلة حرب التجويع التي يشنها كيان يهود على الشعب الفلسطيني في غزة، علماً أن المشروع يسلِّم بشروط كيان يهود التي تقوم على تحكمه مباشرة، أو من خلال حلفائه، بما يمكن أن يدخل إلى غزة من مواد.
إن خطة بايدن هذه تعكس إفلاساً أخلاقياً تجاه الفلسطينيين، في سماحها على امتداد ستة أشهر بذبح الفلسطينيين، وتصديها لكل المحاولات الدولية لكبح حرب الإبادة ضدهم، من خلال الهيمنة على مجلس الأمن وقراراته الجائرة.
فهي اليوم تحاول تطهير نفسها من هذه الجرائم، بتحسين موقفها الذي ينطوي على الإمعان في إذلال الفلسطينيين، وتحويلهم إلى متسولين.
فإقامة هذا المرفأ تعني التخلي تماماً عن مسألة وقف العدوان السافر على المدنيين العزل.
وربما تكون هذه الخطوة بالتنسيق مع ربيبتها كيان يهود، مشروطة بعدم السماح لأي جهة فلسطينية رسمية بالإشراف على توزيع المساعدات، واستبدال أخرى من كيان يهود بها.
كذلك كعادتها تحاول الالتفاف على القانون الدولي المزعوم المتعلق بحماية المدنيين.
وربما جاء هذا القرار تماشياً مع رغبة يهود بالتخلص من الأونروا وإخراجها من القطاع، حتى يتسنى تصفية قضية اللاجئين، أو العمل على تهجيرهم من خلال المرفأ إلى أوروبا.
وقد يكون الميناء ورقة انتخابية أراد من خلالها بايدن تخفيف الضغط الذي تتعرض له حكومته المتورطة في جرائم الإبادة والتجويع الجماعي، فهو يحاول تبييض صفحته، وتحسين صورته الملطخة بدماء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء العزل، ولو كانت إدارة بايدن حريصة على دماء الفلسطينيين كما تدعي، وترفض تجويعهم، لكان أحرى بها أن تتوقف عن دعمها للاحتلال، وأن تلتزم بفتح معبر رفح وغيره من المعابر، باعتباره حلاً شرعياً.
فإعلان أمريكا إنشاء هذا الميناء المؤقت الذي ظاهره المساعدات، ولكن باطنه يوحي بوجود خفايا في الأهداف الأمريكية التي يراد من خلالها إذلال الشعب الفلسطيني الصامد، ولو كانت الولايات المتحدة جادة في دعواها لقامت بذلك الأمر من خلال العديد من المعابر البرية.
أقول إن حل قضية فلسطين وجميع القضايا الأخرى لا يمكن أن يأتي عن طريق عدوة الشعوب أمريكا فتأريخها المليء بالخسة والعار لا زال ماثلاً أمام أنظار العالم الذي يصم أذنيه عن جرائم ترتكب بحق أهلنا في غزة.
والحل لا يمكن أن يأتي إلا من خلال تحريك الجيوش التي لا زالت قابعة في ثكناتها لا تحرك ساكناً، وهي تسمع صرخات النساء والأطفال من تحت الأنقاض، وما كان يحصل هذا لو كان هناك من يحمي ويدافع عن بيضة هذه الأمة، فبغياب الحامي ضاع الحمى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مؤنس حميد – ولاية العراق