- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الفشل الذريع للمؤسّسات في ظلّ الحكومة الهندية، هو تذكير بالحاجة إلى الخلافة
(مترجم)
الخبر:
بحسب ما ذكرت قناة الجزيرة، في 3 آذار/مارس 2024، فقد "اضّطر وكيل حسن إلى تسلّق جدار جاره الذي يبلغ ارتفاعه 1.8 متر (ستة أقدام) للدخول إلى قطعة الأرض المليئة بالرّكام حيث كان منزله قائماً قبل يوم واحد فقط. وكانت الشرطة قد قامت بتحصين الجزء الأمامي من الأرض التي هدمت فيها السلطات يوم الأربعاء منزله المكون من طابق واحد مكون من غرفتي نوم والذي كانت عائلته تعيش فيه لأكثر من عقد من الزمان، في خاجوري خاس، وهو حيٌّ مكتظٌ بالسكان في عاصمة الهند نيودلهي". (الجزيرة. كوم)
التعليق:
لم يكن هذا المنزل سوى منزل وكيل حسن الذي أصبح بطلاً قومياً، حيث قام مع آخرين بإنقاذ 41 عاملاً في نفق سيلكيارا في أوتاراخاند، كانوا محاصرين لمدة سبعة عشر يوماً منذ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وقد فشلت جميع عمليات الإنقاذ الحكومية، بمشاركة العديد من الوكالات الحكومية والخبراء الأجانب والمعدات الحديثة، قبل ذلك، والمحاولة البطولية لوكيل وفريقه. وكان فريق وكيل الذي يُطلق عليه "عمال المناجم في حفرة الجرذان" هو الملاذ الأخير. حبس سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة أنفاسهم جميعا بينما كان عمال المناجم يحفرون بأيديهم بشجاعة لمدة 26 ساعة لتحرير الرجال المدفونين في النفق. وبدلاً من التكريم والجوائز التي تقدمها الدولة، تمّ هدم منزل وكيل واعتقاله من قبل الشرطة!
تقع العديد من المؤسسات الحكومية في منطقة العاصمة تحت السيطرة المباشرة لحكومة حزب بهاراتيا جاناتا الاتحادي، بما في ذلك هيئة تنمية دلهي التي هدمت منزل وكيل. إنّ التطبيق الانتقائي لقوانين الهدم التي تمارسها هيئة تنمية دلهي هو نتيجة التعصب والتمييز الذي يمارسه حزب بهاراتيا جاناتا في التعامل مع شؤون الناس في الدولة. ففي 30 كانون الثاني/يناير 2024، هدمت هيئة تنمية دلهي مسجد أخونجي ومدرسة بحر العلوم البالغ عمرها 600 عام. ويزعم السكان المحليون أن المسجد تم بناؤه في عهد السلطانة راضية، ما يجعل عمر البناء ما يقرب من 600-700 عام. وتجري عمليات هدم مستهدفة متكرّرة في العديد من الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا. مثل معظم الأنشطة المناهضة للمسلمين التي يرتكبها اليمين، يفعل حزب بهاراتيا جاناتا ذلك من أجل استقطاب الأصوات، مع اقتراب موعد الانتخابات في نيسان/أبريل 2024.
فعلى سكان الهند ذوي العقول المنصفة أن يفكروا في الإسلام. فالشريعة الإسلامية توجب المعاملة الكريمة للرعايا الذميين غير المسلمين في الدولة الإسلامية. ويتمتع أهلّ الذمة بالحقوق نفسها التي يتمتع بها المسلمون، من حيث إدارة شؤونهم وتأمين معيشتهم. عن أبي موسى الأشعري أنّ رسول الله ﷺ قال: «أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا العاني» رواه البخاري عن طريق أبو موسى، وقال أبو عبيدة: "وكذلك أهل الذمة يجاهد من دونهم، ويفتك عناتهم، فإذا استنقذوا رجعوا إلى ذمتهم وعهدهم أحراراً، وفي ذلك أحاديث". مباشرةً بعد أن فتح سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه الحيرة في جنوب العراق، كتب إلى الخليفة أبي بكر رضي الله عنه يخبره كيف نفذ الجزية ولكن قد استثنى من ذلك غير المسلمين الفقراء والشيوخ والمعاقين، قائلا: "طُرِحَتْ جزيتُه وعيلَ من بيت مال المسلمين وعياله".
إن غياب الإسلام جعل البشرية تفقد مرجعية الحقّ والباطل. وبينما كان المسلمون يحكمون الهند، سيطرت الثقافة الإسلامية على مدى قرون. حتى غير المسلمين كانوا مدفوعين إلى حدّ كبير بثقافة ذلك الوقت. ولكن، منذ هدم الخلافة، وظهور الثقافة العلمانية، تمّ تعليق المرجعية التي حددها الله سبحانه وتعالى. العلمانية تستبدل البرّ المنفعة المادية والنفعية بالبر. إنّ الإنسانية ككل تتأرجح الآن في حالة تشبه النشوة؛ مثل رجل مشوش لا يدرك ما هو أعلى وما هو أسفل؛ ما هو شمال وما هو يمين. إن عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في بلاد المسلمين سوف تظهر المعيار الصحيح للمعاملة الكريمة للرعايا، بإذن الله. قال الله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أنصار