- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اللعب على المكشوف في الصراع الدولي في السودان
الخبر:
بعد شكاوى مذكرات رسمية عادت السجالات بين السودان والإمارات إلى أروقة مجلس الأمن الدولي مجددا، بينما اتهم السودان بريطانيا بأنها غيرت أجندة جلسة مغلقة، مخصصة لمناقشة شكواه ضد أبو ظبي إلى مناقشة الأوضاع السودانية العامة، وأوضاع مدينة الفاشر، وفق بيان للخارجية السودانية. (موقع قناة الحرة، 2024/05/01م)
التعليق:
منذ أن اندلعت الحرب العبثية اللعينة في السودان بين الجيش، وبين قوات الدعم السريع قبل أكثر من عام من الآن، كانت دويلة الإمارات تزود قوات الدعم السريع بالسلاح، والعتاد الحربي، واللوجستي، وبعلم قادة الجيش، والحكومة السودانية، ولم تتحرك الحكومة وقتها ممثلة في الخارجية السودانية، أو قادة الجيش لإيقاف هذا الدعم، لأن أمريكا كانت تريد للحرب أن تستمر حتى تحقق لها ما تريده من إبعاد النفوذ البريطاني عن السودان، وحتى يحدث توازن للقوى بين الجيش وبين قوات الدعم السريع. وكل تصريحات المسؤولين الأمريكان منذ بداية الحرب إلى اليوم تركز على أن لا حل عسكري للصراع، وحصرت جميع أوراق اللعبة بيدها، ولم تسمح لرجال بريطانيا وعملائها بالاشتراك في حل الأزمة المصطنعة، وجعلت منبر جدة بالسعودية، المنبر الوحيد للمفاوضات.
إذاً ما هو الجديد في تصعيد اللهجة ضد الإمارات في هذا التوقيت، حيث بدأت أمريكا بالحديث عن تمويل الإمارات لقوات الدعم السريع، وأوعزت لعملائها من قادة العسكر بالحديث علنا عن تمويل الإمارات للدعم السريع، والذي سكتوا عنه شهورا، ثم بدأت اللهجة ضد هذا الدعم تتصاعد الآن؟!
الإجابة واضحة؛ لقد وصلت قوات الدعم السريع للكفاية من التسليح، وربما تترجح كفتها على الجيش، وهو ما لا تريده أمريكا، ولكن بريطانيا وعميلتها الإمارات تطمعان في استمالة الدعم السريع، وتغريانه بالانتصار على الجيش، وهو ما يفسر هذه الهجمة على بريطانيا والإمارات. وما يؤكد أن أمريكا هي من أعطت الضوء الأخضر للإمارات بتزويد قوات الدعم السريع حتى لا ينتصر الجيش عليه، هو ما أورده موقع الحرة في 2024/05/01م، من قول السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس يوم الاثنين الماضي للصحفيين قائلة: "نعلم أن كلا الجانبين يتلقيان الدعم سواء بالأسلحة، أو بغيرها لتعزيز جهودهم لمواصلة تدمير السودان. نعم تواصلنا في هذا الصدد مع الأطراف بمن فيهم زملاؤنا من الإمارات".
إنه لمن المؤسف أن يكون اللعب على المكشوف بين طرفي الصراع الدولي في السودان؛ أمريكا وبريطانيا وأدواتهما الذين لا يهمهم ما أصاب البلاد من خراب ودمار، وما أصاب الناس من قتل واغتصاب وترويع ونهب للأموال والممتلكات، وتشريد للمواطنين من بيوتهم، وجعلهم نازحين ولاجئين من أجل كراسي زائلة ثمنها الدم الحرام.
على أهلنا في السودان أن يعوا على المخطط، ولا يكونوا ألعوبة في يد عملاء الغرب الكافر المستعمر، وأن يعملوا من أجل عزتهم وكرامتهم، بالعمل الجاد من أجل قطع يد الكافر المستعمر، العابث ببلادنا، وإقامة نظام الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان