- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السّياسيون الدنماركيون يضعُون المسلمين تحت الشكّ الممنهج ويطلبون منهم أن يصبحوا غربيين!
(مترجم)
الخبر:
في الخامس من نيسان/أبريل، أعلن المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لشؤون الهجرة، فريدريك فاد، عن النقاط الرئيسية لسياسات الهجرة والاندماج الحالية، وأبرزها أنّ التوظيف والتعليم واللغة والسجلات الجنائية النظيفة، ليست كافية للمهاجرين والمواطنين من أصول مهاجرة، إذا لم يلتزموا بالقيم العلمانية، وبالتالي من المفترض أن يعملوا على تقويض المجتمع الدنماركي من الداخل. وأثار خطابه في البرلمان الدنماركي جدلا، مع انتقادات من أعضاء ورؤساء بلديات الحزب الديمقراطي الاشتراكي نفسه، في حين دعم العديد من الوزراء الخطاب بدعم إضافي.
التعليق:
تضع الحكومة الدنماركية المواطنين المسلمين الملتزمين بالقانون موضع الشك، إذا كانوا يعتنقون القيم الإسلامية. وتزعم الحكومة الدنماركية أنه حتى لو تمّ الحفاظ على المعايير الأساسية للمواطنة الصالحة، وفقاً لتعريفاتها الخاصة للاندماج، فإن المسلم الذي يحمل القيم الإسلامية يشكل تهديداً محتملاً للمجتمع الدنماركي.
بالإضافة إلى ذلك، يطالب السياسيون الدنماركيون المسلمين بما يسمونه "استيعاب القيم" ما يعني أنه يجب على المسلمين أن يصبحوا غربيين في القيم التي يحملونها لتجنب الشك والنظر إليهم كمجرمين محتملين.
وتأتي هذه الشكوك المنهجية وإثارة المخاوف من جانب الحكومة الدنماركية بعد عقود من ترهيب الرأي العام الدنماركي ضد الإسلام والمسلمين. إنهم يهدفون إلى زرع الخوف والارتياب ضدّ المسلمين في صفوف الجمهور، حيث يُنظر إلى أي مسلم على أنه متسلل ومتآمر محتمل.
وحتى لو ساهم المسلمون في المجتمع من خلال وظائفهم المحترمة أو مستويات التعليم الأعلى، فإنهم سيوضعون تحت الشكّ إذا لم يلتزموا بالقيم العلمانية والليبرالية. إذا دعم المسلمون ونادوا بالدعوة لتحرير فلسطين وإزالة كيان يهود المحتل، فسيتمّ النظر إليهم على أنهم مجرمون! ويأتي هذا الخطاب في مناخ حيث الكثير من الشعب الدنماركي، تمشيا مع العديد من الغربيين الآخرين، يحملون الحكومات الغربية المسؤولية على تواطؤها في الإبادة الجماعية في فلسطين ودعمها المستمر لكيان يهود.
إن التهديدات الحقيقية للمجتمع والعلاقات بين المواطنين هم هؤلاء السياسيون بخطاباتهم وسياساتهم المعادية للإسلام والكراهية.
إن ما يسمى بقيمهم المستنيرة تتدهور وتنكشف في وضح النهار على أنها أوهام. وبينما يرغب هؤلاء السياسيون، على نحو مثير للسخرية والنفاق، في تغذية المسلمين بالقيم العلمانية بالقوة، فإن الغربيين يتطلعون إلى الإسلام ويعتنقونه نتيجة للمناقشات الفكرية والتفكير الموضوعي، عندما يقابَلون بحجج الإسلام المقنعة. إن الحجج والتفكير والاستدلال، أشياء تعجز الحكومة الدنماركية تماماً عن تقديمها للمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس بيسكورتشيك