السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قطع العلاقات التجارية ليس كافياً! بل من الضروري قطع جميع الشرايين الرئيسية لكيان يهود المحتل في أرض فلسطين!

بسم الله الرحمن الرحيم

قطع العلاقات التجارية ليس كافياً!

بل من الضروري قطع جميع الشرايين الرئيسية لكيان يهود المحتل في أرض فلسطين!

 

(مترجم)

الخبر:

ذكرت وزارة التجارة أن الاستيراد والتصدير مع كيان يهود معلق "إلى أن تسمح الحكومة (الإسرائيلية) بتدفق متواصل وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة".

 

التعليق:

 

كانت تركيا قد أعلنت في وقت سابق، في 9 نيسان/أبريل، أنها فرضت قيوداً على تصدير 54 مجموعة منتجات إلى كيان يهود. وكان أردوغان قد قال إن هذه القيود "ستستمر حتى يتم تسليم مساعدات إنسانية كافية إلى غزة دون انقطاع". ولكن بيانات تركستات دحضت تصريح أردوغان. فبحسب بيانات تركستات، بلغت صادرات تركيا مع كيان يهود المحتل في عام 2023، 5.2 مليار دولار، بينما بلغت الواردات من الكيان 1.6 مليار دولار. وفي فترة العام الواحد هذه، بلغ حجم التجارة بين البلدين حوالي 6.8 مليار دولار.

 

صرح الرئيس أردوغان بأن التجارة مع كيان يهود المحتل انقطعت، وقال: "لم يعد بإمكاننا الصبر في مواجهة ذلك. لقد اتخذنا خطواتنا". وقال "أغلقوا الباب" بتجاهل حجم التجارة بين البلدين البالغ 9.5 مليار دولار. لكنه لم يحدد الفترات التي يغطيها حجم التداول هذا.

 

لكن بينما يهاجم كيان يهود غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يطالب المسلمون في تركيا الحكومة بإنهاء العلاقات التجارية معه. ولفترة طويلة دافعت الحكومة عن عدم وجود تجارة مع كيان يهود، حتى إنها أطلقت على من انتقد استمرار التجارة مع كيان يهود اسم "عملاء الموساد". وأعلنت وزارة التجارة في بيان لها تعليق الاستيراد والتصدير مع كيان يهود "إلى أن تسمح الحكومة (الإسرائيلية) بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة".

 

إن هذه التصريحات التي أدلى بها الرئيس أردوغان ووزارة التجارة هي دحض لادعاء الحكومة بأن الدولة لا تتعامل مع كيان يهود المحتل، بل الشركات الخاصة هي التي تقوم بذلك.

 

ومن ناحية أخرى، فإن هذه التصريحات الصادرة عن الدولة تعني أنه إذا سمح كيان يهود المحتل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإن التجارة ستُستأنف مع الكيان الذي يحتل أرض فلسطين المباركة منذ 76 عاما وقد قتل عشرات الآلاف من المسلمين. وبعبارة أخرى، هي إشارة للعودة إلى الحياة الطبيعية.

 

منذ متى كانت لتركيا إرادة لإنهاء التجارة مع كيان يهود المحتل؟ ولماذا اتخذت تركيا التي لم تتخذ خطوة واحدة لصالح غزة منذ 7 أشهر، بل أرسلت كل المنتجات التي كانت شريان الحياة لكيان يهود المحتل، لماذا اتخذت مثل هذا القرار الآن؟

 

بعد هزيمتها في الانتخابات المحلية، أرادت الحكومة تعزيز قبضتها ولو قليلاً في قضية غزة في الرأي العام المحلي، لأن أحد أسباب خسارة الحكومة للانتخابات المحلية هو موقفها السلبي من غزة.

 

الجانب الآخر والأساسي هو أنه من غير المرجح أن تتخذ الحكومة مثل هذا القرار بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، وبإرادتها السياسية على الرغم من أمريكا. فتركيا دولة تدور في الفلك السياسي الأمريكي، ولا يمكنها أن تتصرف منفردة، خاصة في سياستها الخارجية، فهي دولة ترهن إرادتها السياسية لأمريكا.

 

وقبل قرار الحكومة بقطع التجارة مع كيان يهود المحتل، كانت قد فرضت قيودا على البضائع الموجهة لكيان يهود. ومن ثم، ومن أجل منع عملية عسكرية محتملة ضد رفح من جانب كيان يهود، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة، قالت الحكومة إن تركيا قررت التدخل في قضية جنوب أفريقيا ضد كيان يهود في محكمة العدل الدولية. وأخيراً أعلنت الحكومة قطع كافة الواردات والصادرات تجاه كيان يهود.

 

إذا نظرنا إلى كل هذا بعناية، نرى أن الحكومة لم تتخذ هذا القرار من تلقاء نفسها، بل كمسألة سياسية أمريكية من أجل محاصرة حكومة نتنياهو سياسيا والضغط عليه. لأن حكومة جو بايدن تريد إنهاء قضية غزة في أسرع وقت ممكن من خلال زيادة الضغط على حكومة نتنياهو وإجبارها على التوصل إلى اتفاق بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. ولذلك تريد أمريكا حل هذه القضية من خلال أدواتها في المنطقة؛ تركيا ومصر وقطر. وفي الوقت نفسه تستخدم أمريكا أدواتها في المنطقة للضغط السياسي على حماس لإملاء خططها.

 

ومن ناحية أخرى، فإن قرار الحكومة بقطع التجارة هو قرار اتخذ لصالح نتنياهو كمسألة تتعلق بالسياسة الأمريكية، وهو ليس قراراً ضد كيان يهود. وإذا ترك نتنياهو، الذي لا تريده الولايات المتحدة، السلطة، فإن الحكومة ستستمر في التطبيع والتجارة مع هذا الكيان الخسيس الذي يحتل أرض فلسطين المباركة ويرتكب إبادة جماعية ممنهجة، كما كان من قبل.

 

وأخيراً، يجب على المسلمين وجماهيرهم ومجتمعاتهم أن يتنبهوا لأمر واحد؛ وهو أن قطع الحكومة للتجارة مع كيان يهود المحتل لا ينبغي أن يضلل المسلمين، لأن كيان يهود المجرم ما زال يقتل المسلمين، ولذلك عليهم الضغط على الحكومة ودعوتها لإرسال الجيوش إلى الأقصى لتتعامل مع هذا الأمر بشكل نهائي وتقطع كافة الشرايين الرئيسية لكيان يهود المحتل في الأرض المباركة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يلماز شيلك

 

 

آخر تعديل علىالإثنين, 13 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع