الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تزايد كراهية الإسلام واضطهاد المسلمين في ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تزايد كراهية الإسلام واضطهاد المسلمين في ألمانيا

 

الخبر:

 

أكثر من 5.5 مليون مسلم يعيشون في ألمانيا وكثير منهم يشكون من الاضطهاد والعزل الاجتماعي. تقرير خبراء يكشف أن العداوة ضد المسلمين تتوسع في ألمانيا وعلى وجه الخصوص تتعرض النساء المحجبات للاعتداء اللفظي والجسدي. وقد اختتمت لجنة الخبراء (المستقلة) أعمال البحث في مدى العداوة ضد الإسلام والمسلمين في ألمانيا الذي استمر ثلاث سنوات بتقرير شامل يكشف عن عمق المشكلة الاجتماعية ويشمل توصيات للحكومة لتعزيز وضع المسلمين في ألمانيا وحمايتهم. (أخبار اليوم)

 

التعليق:

 

من الواضح في التقرير أن البحث ينصب على استطلاع الرأي وتحليل الانتماء الطائفي والديني واستقراء عملية الاندماج، ويهدف إلى الكشف عن الفجوات المجتمعية والتجمعات السكانية. والتقرير لا يتناول إحصاءات رسمية، أو محاضر الشرطة، أو تقارير الإعلام، أو الأخبار عن حوادث الاعتداء وعن أسبابها أو من يقف وراءها. ولذلك نجد في الخلاصة تركيزا على ازدياد أعداد المسلمين وإحصاءات عن الفئات العمرية، والانتماءات العرقية وغير ذلك.

 

فعلى سبيل المثال مما جاء في التقرير أن نسبة المسلمين في ألمانيا تقارب 6.7% من عدد السكان، وعددهم يتراوح ما بين 5.3-5.6 مليون مسلم بينهم ما يقارب 47% يحملون الجنسية الألمانية فيما تقارب نسبة حاملي الجنسية الألمانية بين الشباب 68% وأغلبهم من مواليد ألمانيا. وأن نسبة ذوي الأصول التركية هي 43% وأن من يلبس الحجاب من الشابات يبلغ 30% ويزداد فيمن تجاوزن الستين... وهكذا. وقد جعلوا لذلك قوائم وجداول إحصائية عديدة تتضمن مثلا نسبة عدد الأطفال وعدد أفراد الأسرة مرتبطا بالانتماء الديني والعرقي. وأيضا نسبة الملتزمين بالدين وممارسة العبادات مقارنة بالفئات العمرية والانتماء العرقي. وجدولا آخر عن نسبة التواصل اجتماعيا في المناسبات الدينية، والمقارنة هنا تأتي بين زيارة المسلمين للمساجد وفي المقابل النصارى وديانات أخرى. كما استعرض البحث نسبة الانتماء للجمعيات الاجتماعية والاتحادات العرقية أو الأحزاب السياسية، سواء ما كان منها في موطن المهاجر أو في ألمانيا.

 

هذا ومن الملاحظ أن البحث يركز على مسألة الجنسين (الذكور والإناث) ويضع إحصاءات عن نسب التزام الرجال والنساء بمسائل الدين والعلاقات الاجتماعية. وكذلك يضع البحث جداول عن نسب التزامهم بالممارسات الدينية ليس ارتباطا بالفئة العمرية فحسب، بل بكون الشخص من مواليد ألمانيا والانتماء لأي جيل من أجيال المهاجرين.

 

تكشف استمارة الأسئلة التي تم عرضها في الاستجواب عن دوافع البحث وهي عملية الاندماج التي تسعى الحكومة الألمانية لتحقيقها بعد أن فشلوا عقودا من الزمن منذ وصول أول عامل أجنبي في ستينات القرن الماضي والذي تم استقباله بحفاوة وتكريم سرعان ما تحولت إلى ازدراء وتحقير ما أدى إلى انطواء الأجانب في تجمعات سكنية يأنف الألماني أن يجاورهم ما زاد من الفجوة بين المواطن الألماني والأجنبي.

 

عودة للتقرير، أؤكد هنا أن اللجنة الباحثة من خلال هذه التوصيفات والفروقات تستند إلى خلفية فكرية متأصلة في المجتمع الذي يفرق بين الأفراد لانتمائهم العرقي والديني والطائفي، وهم مهتمون بمعرفة مدى التزام المسلمين بالدين، ومدى الترابط بين المسلمين وتكاتفهم، وهذا ما يؤكده تفريقهم في الإحصاءات بين المسلمين من ناحية وغير المسلمين بالإجمال من ناحية أخرى. ولذلك فهم يزيدون تأكيد الفرقة ويكرسونها ويعتبرونها أصلا اجتماعيا يميز الأقليات السكانية ويفرقهم عن المواطنين ذوي الأصول الألمانية.

 

ختاما وليس من باب المقارنة، فقد وضع الإسلام قاعدة عظيمة ألغى فيها هذه الفروق العرقية تتمثل في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. وقد أكد رسولَ اللَّهِ ﷺ هذه القاعدة حين خطبَ النَّاسَ يومَ فتحِ مَكَّةَ، فقالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ؛ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللهِ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ. وقرأ الآية» [رواه عبد الله بن عمر وأخرجه الترمذي]

 

فانظر إلى عظمة هذا الدين الذي آن أن يرجع ليحكم بين الناس بالقسط.

 

﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع