- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أي عار هذا يا حكام المسلمين؟!
تمنحون المحتل الغاصب شرعية احتلاله لأراضي المسلمين؟!
الخبر:
اختُتمت أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، والتي ركّزت على الحرب في غزة وعدد من القضايا الأخرى في المنطقة والتحديات الإقليمية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البحريني بعد اختتام القمة، إن الدورة الحالية شهدت "حضوراً غير مسبوق" من الحكومات والدبلوماسيات العربية، وكانت بعيدة كل البعد عن الخلافات والتجاذبات.
وكما كانت كلمات القادة خلال القمة، ركز البيان الختامي أيضاً على الأوضاع في غزة، إذ دعا إلى نشر قوات دولية "في الأرض الفلسطينية المحتلة" إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
التعليق:
صحيح أن هناك إقراراً من رؤساء القمة العربية أن أرض فلسطين محتلة إلا أننا لن نتوقع منهم ولن يخطر في بالنا حتى إعلانهم الحرب على المحتل قاتل الأطفال والنساء، فهذا ديدنهم، فقط المزيد من الخطب والبيانات الفارغة والدبلوماسية الخانعة من جانب زعماء العرب والمسلمين، إذ أبت النذالة والخيانة أن تفارقهم.
فبعد أكثر من 220 يوما على المجازر الوحشية والإبادة الجماعية، وبعد تسجيل أكثر من 19,000 طفل يتيم ومقتل أكثر من 25 ألف طفل وامرأة دعت القمة العربية في بيانها الختامي إلى نشر قوات دولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين!!
فهل أصبح ثمن التضحيات الجسام والدماء الذكية بتبني الحل الأمريكي؟! أمريكا التي حمّلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسؤولية دعمها لكيان يهودـ إذ شدد في كلمته التي ألقاها أن "العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة يتم بدعم سياسي وعسكري أمريكي"، فكيف تتوافق دعواته مع اتهاماته؟! كيف يدعو لتبني الحل الأمريكي وفي الوقت نفسه يحملها المسؤولية؟! أنّى للقاتل أن يكون رحيماً؟!
إن حل الدولتين الأمريكي الذي تسعى أمريكا إلى تحقيقه منذ سنوات ليس إلا مساومة على دماء وأشلاء أطفال غزة التي ما زالت تحت الأنقاض، وليس إلا ترسيخ المحتل على أراضي المسلمين، فكيف لنا أن نساوم على الدماء الذكية أو أن نتفاوض مع القتلة المجرمين؟! أي عار هذا يا حكام المسلمين؟!
إن العلاقة الشرعية مع هذا المحتل الغاصب تتمثل بحالة حرب دائمة حتى التحرير الكامل، وأي تفاوض معه يعني الاعتراف الضمني بوجوده والتنازل التدريجي عن أرض المسلمين، وهذا خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ولا نهاية لسفك الدماء، ولا نهاية لآلام ومعاناة المسلمين في فلسطين دون تعبئة جيوش المسلمين، هذا ما يسمى فعلا بالحل الحقيقي للكابوس الذي دام سبعة عقود، إذ على جيوش المسلمين أن تأخذ المبادرة وأن تقف في الواجهة الأمامية لحماية ونصرة إخوانهم وأخواتهم على كامل الأراضي المحتلة، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وهي التي تملك الطائرات والدبابات وكل العتاد والقوة التي ترهب بها أعداء الله وتقذف الرعب في قلوبهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى