الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإصبع لا يحجب ضوء الشمس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإصبع لا يحجب ضوء الشمس

الخبر:

 

قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للجزيرة إن الولايات المتحدة بعثت رسائل بطرق غير مباشرة إلى حركة حماس بشأن الرصيف البحري الذي أقامته قبالة ساحل غزة وأوضحت لها ماهيته وطريقة عمله. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إن هذا الخبر ما هو إلا ستار لتمرير أعمال دنيئة سوف تتكشف في قابل الأيام، وإلا من الذي يبرر وجوده بدافع إنساني للطرف المظلوم، ولا يوجه رسائل إلى الطرف المغتصب أو المعتدي بمنع المساعدات؟ الأولى إعلام المجرم! هذا أولا.

 

 وثانيا: أمريكا تعتبر الدولة الأولى الفاعلة في الساحة الدولية فكيف لها أن تخضع لمطالب الكيان بإغلاق المعابر، وهي تستطيع فتحها بأدوات دولية أو أعمال سياسية؟ وبما أن المساعدات سوف تدخل فما العبرة في أن يمنع الكيان دخول المساعدات تحت إشرافه؟

 

 لنقل إن أمريكا تحاول الضغط على حكومة نتنياهو بهذا العمل، والحقيقة أنه عمل غير مقنع مطلقا لأن بيد أمريكا أدوات ووسائل ضغط عظيمة يمكنها أن تستخدمها بدل إنفاق مال وجهد على أمر هي تقول (كاذبة) إن هذا المعبر المائي لن يكون هو المنقذ الوحيد أو المنقذ البديل عن المعابر البرية. إذا كان الأمر هو إدخال المساعدات فلا يحتاج إلى معابر أصلا بل تستطيع أن تحمل المساعدات على أسطح مائية متحركة أو عبارات فتقوم هي بإلقاء الحمولة على شواطئ غزة أو عبر إنزال جوي، وهناك أساليب أقل كلفه من إنشاء رصيف بحري، ولكن ما خفي كان أعظم.

 

وأيضا لم نسمع ممانعة من الكيان على هذا الرصيف بل أكد مسؤول عسكري أمريكي كبير أن قوات الكيان ستخصص لواء لحماية القوات الأمريكية التي تبني الرصيف البحري، فإذا كان الرصيف لإدخال المساعدات التي ترفض حكومة الكيان إدخالها فعلا، فلماذا تحمي القوات الأمريكية في بناء رصيف يدخل المساعدات؟!

 

 إن الأمر يكاد يكون واضحا، بأن المسالة ليست إدخال مساعدات بل هناك أمر أو أمور أكبر بكثير، وتخدم المصلحة المشتركة للكيان وأمريكا، وللأسف نجد أن جميع الحكومات الكرتونية تؤيد هذا العمل، بل وستشارك في هذه المسرحية التي قد نجهل فصولها، ولن أدخل في تخمينات فصولها فهي ستكون على مرأى ومسمع الجميع في القريب العاجل. وسوف يظهر لنا أن أمريكا تعمل لمصالحها ولا يهمها إن وصلت المساعدات أو لم تصل.

 

 إن المؤامرة اليوم على الإسلام والمسلمين وعلى أهالي فلسطين وغزة خاصة هي مؤامرة دولية تحاك بكل عناية باستخدام جميع أدوات الغرب وعملائه في المنطقة، ولكن صمود هذا الشعب ورسائل الوعي التي يرسمونها لشعوب العالم بدمائهم وأشلائهم لن تذهب هباء منثوراً، بل سوف تكسر أعمدة هذا النظام العالمي الخبيث، وإن هذه الرسائل تذهب في وقتها وسوف تشعل النار تحت نسيجهم الداخلي ما سوف يشعل البراكين تحت أقدامهم خاصة وأننا على أعتاب انتخابات في دول عدة، ناهيك على الضعف الاقتصادي الذي يجثم على كاهل هذه الدول عالميا ومحلياً.

 

إن الأيام القادمة حبلى بأحداث لم نشهد لها مثيلا. وهذا الكلام لا يعني أن نقبع في أماكننا ونراقب ماذا سوف يحدث، فإننا في فوهة البركان، بل يجب أن نأخذ زمام المبادرة ونعيد دولة العز؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بمساندة العاملين لها والواعين لما يدور وكيف يدار، وإنهم على أهبة الاستعداد لإحقاق الحق وإعادة المسلمين إلى عزهم ووعيهم ومبدئهم إلى مكانه الحقيقي، وقيادة السفينة وإعادة الحقوق لأصحابها ونشر الخير والعدل في جميع بقاع العالم الذي سلبهم إياه نظام وضعي قائم على النهب والاستعمار والنفعية البحتة.

 

إن مبدأ الإسلام هو الخلاص للعالم بأسره، فهبوا يا مخلصي العالم وأنقذوا ما تبقى لنعود إلى خانة الإنسانية التي حرمنا منها. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 21 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع