- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ألن تنحاز القيادة الإيرانية إلى الإسلام والأمّة الآن؟
(مترجم)
الخبر:
في 20 أيار/مايو 2024، ذكرت صحيفة واشنطن بوست في مقال بعنوان "الولايات المتحدة تجمّع أجزاء من لعبة نهاية محتملة لحرب غزة"، ذكرت أنه "يبدو أنه تمّ احتواء حرب غزة، ما أدّى إلى تجنب الحريق على مستوى المنطقة الذي كان يخشاه الكثيرون بعد ذلك". هاجمت حماس كيان يهود في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ويرجع ذلك جزئيا إلى المحادثات الهادئة بين إيران والولايات المتحدة، بما في ذلك الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي في عمان بين ماكغورك والقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني الجديد علي باقري كاني، الذي توفي سلفه في المروحية إثر تحطُّم الطائرة يوم الأحد الذي أودى بحياة الرئيس إبراهيم رئيسي.
التعليق:
على الرّغم من خطابها المناهض للولايات المتحدة، فإنّ القيادة الإيرانية تقوم باستمرار بمساعدة "الشيطان الأكبر"، الولايات المتحدة. وهكذا أجرت إيران محادثات سرّية مع أمريكا لتسهيل احتواء حرب كيان يهود على غزة، وهو ما يعني عملياً ترك مسلمي غزة للإبادة الجماعية والمجاعة.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز في 14 آذار/مارس 2024، في مقال بعنوان "الولايات المتحدة أجرت محادثات سرّية مع إيران بشأن هجمات البحر الأحمر"، أن "الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع إيران هذا العام في محاولة لإقناعها". طهران ستستخدم نفوذها على حركة الحوثي اليمنية لإنهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر، بحسب مسؤولين أمريكيين وإيرانيين. وترأس الوفد الأمريكي مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوثه الإيراني أبرام بالي. ومثل نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، وهو أيضاً كبير المفاوضين النوويين في طهران في الجمهورية الإسلامية. (فايننشال تايمز). وهكذا، بدلاً من تعبئة قواتها المسلّحة لدعم الحركات المسلحة الخاضعة لنفوذها، قامت القيادة الإيرانية باحتواء الخطر المحدق بكيان يهود.
إن مثل هذا التسهيل من قبل النظام الإيراني للمصالح الأمريكية ليس مفاجئا للمسلم الذي ينظر إلى السياسة من الزاوية الخاصّة للإسلام وأحكامه الشرعية. مثل هذا المسلم لا يحتاج إلى التنقيب بعمق في النصوص السياسية بحثاً عن أدلة على خيانة النظام الإيراني. ويظهر ذلك في تناقض تصرفات القيادة الإيرانية مع الأحكام الشرعية.
أولاً: إنّ النظام الإيراني لا يحكم بما أنزل الله. قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. وبدلاً من ذلك، فإن الاقتصاد الإيراني هو اقتصاد رأسمالي، يتعارض مع أحكام الشريعة فيما يتعلق بالأراضي الزراعية والمعادن والطاقة وهياكل الشركات والتمويل والضرائب. إيران دولة قومية أسست على القومية، ما يتناقض مع نظام الحكم الإسلامي بإمامة واحدة أو خلافة لجميع المسلمين، بغضّ النظر عن عرقهم أو مذهبهم الفكري.
ثانياً: ساعدت إيران طاغية سوريا بشار الأسد في قتل واستشهاد مئات الآلاف من المسلمين في مجزرة أفظع وأطول أمداً. وانتفض مسلمو سوريا ضدّ طغيانه مردّدين (الشعب يريد إسقاط النظام). لقد نازعوا الطاغية على أساس الإسلام، وهو واجبهم في الإسلام. ولا طاعة لأولي الأمر في معصية الله ورسوله ﷺ. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾. وبدلاً من دعم المسلمين في سوريا في أداء واجبهم الشرعي، عملت القيادة الإيرانية مع روسيا في جهد مكثف ومكلف ومتكامل لإبقاء عميل أمريكا بشار في السلطة.
ثالثاً: أهملت القيادة الإيرانية واجب إرسال جيش لدعم غزة. وهذا بالرّغم من أن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾. وبدلاً من إعلان الجهاد على مستوى الأمة ضدّ كيان يهود، بقيادة القوات المسلحة الإيرانية القوية، اقتصرت إيران على هجمات محدودة يسهل صدّها بطائرات بدون طيار وصواريخ.
رابعا: تعمل القيادة الإيرانية على تمهيد الطريق لقبول حلّ الدولتين الأمريكي لفلسطين، والذي يتمثل في تسليم معظم الأرض المباركة لكيان يهود المحتل. وهذا بالرغم من أنّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾. وهكذا، في 24 نيسان/أبريل 2024، ورد في البيان المشترك بين جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية إيران الإسلامية في تتويج زيارة الرئيس الإيراني، "لقد أكّدا مجدداً دعمهما لتسوية عادلة وشاملة ودائمة..."
إن هذه ليست سوى بعض جرائم القيادة الإيرانية بحق الإسلام وأمته. ويبقى أن نرى كيف ستتعامل القيادة الإيرانية مع الخلافة الراشدة التي تقترب من عودتها إن شاء الله. فهل ترتكب الخطأ الفادح بالاستسلام لقوميتها الفارسية العميقة وعدائها الطائفي؟ أم أنها ستتوب وتتخذ الخطوة الجريئة بالوقوف إلى جانب الإسلام وأمته ضدّ أعداء الاستعمار الغربي وعلى رأسهم أمريكا؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصعب عمير – ولاية باكستان