السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما وراء المؤتمر الدولي للعلماء 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما وراء المؤتمر الدولي للعلماء 2024

(مترجم)

الخبر:

 

نظم مكتب وزير الشؤون الدينية في رئاسة الوزراء، بالتعاون مع دائرة التنمية الإسلامية الماليزية ورابطة العالم الإسلامي من السعودية، مؤخراً المؤتمر الدولي للقادة الدينيين 2024، ومؤتمر علماء الدين في آسيا 2024، في كوالالمبور. ويهدف هذا المؤتمر إلى بلورة رؤية لحضارة مشتركة توحّد قيم الاعتدال والوحدة، وتتصدى لتهديد الفكر المتطرف، وتحول الصراع إلى تفاهم وتعاون ووحدة.

 

التعليق:

 

في أيار/مايو 2016، تمّ تشكيل لجنة في واشنطن لتخطيط التعاون مع السعودية كمركز للتصدي للتطرّف. وفي وقت لاحق، في أيار/مايو 2017، تمّ تأسيس وإطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الرياض. وقد لعبت رابطة العالم الإسلامي دوراً حاسماً في تمكين أجندة "الإسلام المعتدل". ومن خلال قيادة محمد بن عبد الكريم العيسى، أطلقت رابطة العالم الإسلامي "ميثاق مكة" في أيار/مايو 2019، والذي دعمه مجموعة من علماء المسلمين البارزين الذين اجتمعوا في المدينة المقدسة لتعزيز خطاب الإسلام المعتدل. "الإسلام المعتدل" هو مدرسة فكرية يرعاها الغرب تجمع بين التعاليم الإسلامية والمبادئ العلمانية والانفتاح، وتشجّع التفسيرات المرنة التي غالباً ما تنحرف عن استقامة الإسلام وحقيقته. ولهذا الغرض، تتحمل السعودية ورابطة العالم الإسلامي مسؤولية نشر هذه الأجندة في البلاد الإسلامية الأخرى من خلال المؤتمرات ومجالس العلماء المختلفة، مع التركيز على بناء جيل مسلم شاب ترتكز أفكاره على أفكار "ميثاق مكة". وما يمكن أن نقرأه من هذا هو أنّ الغرب يصرُّ على وجوب تكييف الإسلام مع الظروف، وليس تكييف الظروف مع الإسلام. والظروف التي نعيشها اليوم تهيمن عليها الأفكار والثقافة الغربية. أما بالنسبة للمسلمين الذين يرغبون في التطبيق الكامل والصحيح للإسلام، فغالباً ما يتمّ تصنيفهم على أنهم إسلاميون، وفي كثير من الأحيان، على أنهم متطرفون وراديكاليون!

 

في الواقع إن الأمة الإسلامية لا تحتاج إلى مفهوم "الإسلام المعتدل" وطريق التسامح الذي روّجته وقادته الولايات المتحدة. فعلى مدى 1400 عام، عاش المسلمون في وئام مع مختلف الشعوب والأديان في ظلّ الإسلام. وهذا موثق جيداً في السجلات التاريخية والعديد من الكتب، وحتى المؤرخون غير المسلمين يعترفون بهذه الحقيقة. على سبيل المثال، عرض كتاب "زينة الدنيا" الذي ألفه عالم أمريكي، التنوع الثقافي الغني عندما حكم المسلمون الأندلس في ظلّ الشريعة الإسلامية. وخلال تلك الفترة، لم يتعايش المسلمون واليهود والنصارى فحسب، بل عزّزوا أيضاً ثقافة عالية من التسامح. حتى إنه يشار إليه بالعصر الذهبي لليهود! وفي المقابل، أدى انتشار الأفكار الغربية المختلفة إلى حدوث العديد من الكوارث على انسجام ورفاهية الحياة البشرية. وهذه هي الأفكار التي يطلب الغرب من المسلمين أن يتبنوها باسم الإسلام المعتدل!

 

ومن المحزن أنه كان ينبغي للعلماء في هذه اللحظة أن يركزوا كل جهودهم على بناء الوحدة والقوة في البلاد الإسلامية لتحرير فلسطين وجميع المناطق المضطهدة، وعدم إيقاع أنفسهم في لعبة الهيمنة الغربية هذه. الحقيقة، أن الغرب ليس مؤهلاً، ولم يتمتع قط بالمكانة الأخلاقية لتعليم أو قيادة العالم حول معنى الحياة والسلام. وبدلاً من ذلك، فإن الأكثر تأهيلاً اليوم لتعليم العالم عن الإنسانية هم المسلمون في فلسطين. لقد رأينا ما يكفي من المعاناة والقمع الذي يتعرض له المسلمون هناك والخيانات التي يرتكبها الحكام في بلاد المسلمين. يجب على العلماء أن يرفضوا هذه الدعوة للإسلام المعتدل التي يرعاها الغرب، وأن يبدأوا في تركيز الجهود على توحيد الأمة تحت راية الخلافة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 29 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع