- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت حفنة من المسلمين ستدافع عن فلسطين والأناضول
فماذا تنتظر بجيشك المليوني يا أردوغان؟!
الخبر:
في الاجتماع التشاوري الثالث قال الرئيس التركي أردوغان: إن المجازر التي تُرتكب في فلسطين مستمرة دون انقطاع منذ 76 عاما وأطفال فلسطين تقتلهم دولة مدللة منذ 76 عاما. إن الهمجية التي شهدتها غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي جعلت الوحشية التي عاشها الشعب الفلسطيني يعدل كل يوم فيه بمثابة 76 عاما عاناها العالم كله. إن حماس والشعب الفلسطيني لا يدافعان عن أرضهما فحسب، بل عن الأناضول أيضا ضد وهم ما يسمى الأرض الموعودة.
التعليق:
بدل أن يلقي دروسا في التاريخ على الأمة ويعلن ما هو واضح للعيان كان على أردوغان أن يحرك المليون جندي الذين تحت قيادته لإنقاذ فلسطين المحتلة منذ 76 عاما وتحرير غزة التي تتعرض للإبادة الجماعية منذ 8 أشهر متواصلة. إن واجب أردوغان ورسالته ليس إلقاء دروس في التاريخ وإعلان ما هو واضح، بل واجبه هو حشد جيوشه الضخمة للدفاع عن العزل والمدنيين وحماية المقدسات وإنقاذ الأراضي الإسلامية المحتلة وخاصة فلسطين من دنس اليهود والكفار. واليوم يصف أردوغان زعماء يهود الذين كان صديقا لهم بالأمس والذين استضافهم في المجمع الرئاسي بأنهم فلول نازية وهمج. وغدا عندما يتم توقيع وقف إطلاق النار بواسطة سيدته أمريكا لأنه سيلعق ما بصقه وسيواصل علاقاته مع كيان يهود حيث توقفت وكأن الإبادة الجماعية والمجازر لم تحدث بحجة مقولته: "لا يمكن أن يكون هناك استياء ومشاعر قاسية في السياسة"، وأضاف: "إننا مستمرون على فعل ذلك منذ 20 عاما".
نعم صحيح أن فلسطين محتلة منذ 76 عاما والمجازر مستمرة منذ 76 عاما دون توقف ولكن السبب الرئيسي في ذلك هم الحكام العملاء أمثال أردوغان الذين سكتوا عن المجازر حين ارتكبت وعن الاحتلال أكثر من 76 عاما بل وتعاونوا معه. ولو لم يكتف هؤلاء الحكام العملاء بإدانة ما حدث حتى الآن وبمشاهدة وإحصاء الشهداء والجرحى كعادتهم لما تجرأ اليهود والهنود والأمريكان على غزو أي أرض من بلاد المسلمين وقتلهم. لهذا السبب يجب على أردوغان أن ينظر إلى نفسه بدلا من إلقاء اللوم على المجتمع الدولي وأمريكا! أليس الحكام الخونة أمثال أردوغان مسؤولين عن الاحتلال والمجازر التي ترتكب منذ 76 عاما؟
أردوغان يقول بأن الشعب الفلسطيني وحماس يقاتلان نيابة عن الأناضول، فلماذا ﻻ يدافع هو عن فلسطين وغزة وفق مبدأ المعاملة بالمثل؟! فهل يعقل أن يغفل عن الدفاع وتحت قيادته جيش قوامه مليون جندي؟! إن توقع قيام حماس وأهل فلسطين بالدفاع عن الأناضول على الرغم من وجود الجيش التركي الضخم لا يتناسب إﻻ مع هذا النمط من الحكام الذين وصل حد العبودية واﻻستكانة لديهم ذروته. فيا للأسف! فإن جيوش دول مثل مصر وتركيا وباكستان لديها القدرة والمهارة على تدمير كيان يهود لو عطست، ولكنها مع الأسف الشديد تستأسد على إخوانها في ليبيا وأفغانستان للحفاظ على مصالح أمريكا بدل أن تستأسد على كيان يهود. إن حكام بلاد المسلمين ليسوا سوى دمى لا يسمعون ولا يعقلون ولا يشعرون بالحزن إزاء الإبادة الجماعية في غزة ولا يعرفون من أجلها إلا دموع التماسيح. ولو كان للمسلمين قادة شجعان أمثال صلاح الدين وقطز وبيبرس وقتيبة والمعتصم وغيرهم الكثير من القادة الأبطال ممن ﻻ يعدون ولا يحصون حيث لبوا نداءات الثكالى والنساء والأماكن المقدسة، لما تجرأ كيان يهود أو أي قوة أخرى على غزو بلادهم وانتهاك أعراضهم وتدنيس مقدساتهم، فضلا عن أن تمس شعرة منهم بسوء. وخير دليل على ذلك البطولة المميزة التي أبداها الخلفاء في عهد الخلافة في حماية رعاياهم مسلمين كانوا أم ذميين. ولذلك إذا أراد المسلمون نصرة غزة وإيجاد الحل لجميع مشاكلهم فعليهم أن يعملوا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش