السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شرعة الغاب وأدواتها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شرعة الغاب وأدواتها

 

 

 

الخبر:

 

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية قبل أسبوع أن الرئيس السابق لجهاز الموساد، يوسي كوهين، هدد المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، لثنيها عن التحقيق في جرائم حرب (إسرائيلية) وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وقالت الصحيفة البريطانية، إن كوهين راسل المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، خلال السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في اتهامات بحصول جرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وفي السياق، أكد مكتب المدعي العام الحالي للجنائية الدولية، كريم خان، تعرضه "لعدة أشكال من التهديدات والاتصالات التي يمكن اعتبارها محاولات للتأثير بشكل غير مبرر على أنشطته".

 

التعليق:

 

بحسب تقرير الغارديان فإن كوهين كان بمثابة "المبعوث غير الرسمي" لنتنياهو، وأن "بنسودا أطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المستمرة والمهددة بشكل متزايد". وأوضحت أن "ثلاثة مصادر على دراية بالتقارير الرسمية التي قدمتها بنسودا للمحكمة في هذا الشأن".

 

وأفادت الغارديان أن كوهين شارك شخصياً في العملية ضد المحكمة الجنائية الدولية عندما كان مديراً لجهاز الموساد. وكانت أنشطته مُصرحاً بها على مستوى عالٍ ومبررة على أساس أن المحكمة تشكل تهديداً بالمحاكمات ضد الأفراد العسكريين، وفقاً لمسؤول كبير في كيان يهود.

 

لم يكن التهديد مرة واحدة وانتهى، ولا عبر وسطاء أو مراسلات، بل تكرر وامتد عبر الزمن وتولاه كوهين شخصيا بإصرار شمل اتصالات هاتفية شخصية وبلغ حد اقتحامه غرفة بنسودا في أحد فنادق نيويورك من دون موعد مسبق. (عندما سألت بنسودا كوهين من أين حصل على رقمها الشخصي رد بسخرية: يبدو أنك تنسين ما هي وظيفتي في الحياة!).

 

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، ليس عن "وظيفة رئيس الموساد" القذرة، ولا عن جرأته على تهديد بنسودا، ولكن السؤال لماذا تخرج هذه التهديدات للعلن الآن، مع أن الأصل عدم السكوت عن مثل تلك التهديدات الوقحة لجهة قضائية دولية مهمة مثل بنسودا، وكان من الطبيعي أن يتم التعاطي فورا مع هذه التهديدات وإصدار مذكرة اعتقال في حق كوهين حينها، أو على الأقل إصدار أي بيان من المحكمة الجنائية الدولية تدين ذلك.

 

الحقيقة أن محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية هي أدوات في يد دول الغرب وخاصة أمريكا، وهي التي تحركها بشكل مباشر أو غير مباشر لمباشرة التحقيق في قضية أو إهمالها، وهذا ما حدث مع جرائم دولة الكيان في غزة والتي يشاهدها العالم بأسره في بث حي ومباشر يوميا.

 

فمن جهة يدلس الغرب بهذه القضايا والمداولات على الناس بأنه لا زال يدعم العدالة - ولو على استحياء - وتطبيق "القانون الإنساني"، ولكن هذه القضايا والمداولات ومذكرات الاعتقال تستخدم كأداة ضغط على يهود للخضوع لما تريده أمريكا من إنهاء للحرب، وهذا ليس حرصا على حياة المسلمين في غزة، بل خوفا من انفلات الأمور من يدها فتقلب الطاولة عليهم وتتحول المنطقة إلى وبال على أمريكا وعملائها فتتحرك الجيوش حركة مخلصة تقتلع الأنظمة العميلة وتتحرك لتحرير أرض المسرى.

 

فلا يؤملن أحد من الجنائية ولا العدل الدولية خيرا، فإنما هي شرعة الغاب وأدواتها.

 

 

 

كتبه إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالجمعة, 14 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع