السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
صرعة العراق بين فتوتين!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

صرعة العراق بين فتوتين!

 

 

الخبر:

 

واشنطن: منح الحشد 3.5 مليار دولار في ميزانية 2024م مثير للقلق (قناة الرافدين، 2024/6/18).

 

التعليق:

 

إن أسلوب أمريكا في صناعة الأحداث في كل زمان ومكان يعتمد على جهل الشعوب واستغلاله لتحقيق أهدافها، واستمرار سيطرتها على البلاد، ونهب خيراتها.

 

فمنذ اليوم الأول لاستلام الملالي السلطة في إيران وسقوط الشاه بمساعدة أمريكا، بدأت تبث سمومها الطائفية في المنطقة والعراق الذي لا يغيب عن أنظارها ومن ضمن أهدافها للاستحواذ عليه ونزعه من يد الإنجليز، كل ذلك باسم الإسلام والثورة الإسلامية، يساعدها في ذلك سوء تصرف وجهل النظام البعثي في العراق بنظرته العلمانية القومية لإيجاد الشرخ في الأمة وإيجاد أرضية سياسية خصبة لنمو الطائفية والعرقية التي تبنتها أمريكا وحكومة إيران فيما بعد لاحتضان ما يسمى بالمعارضة وإعدادها للمنهج الذي هو بشكله الحالي والقائم على الطائفية والعرقية.

 

فمع الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط النظام في 2003/4/9م كان الجو العام مهيأ لذلك وبتأييد من الداخل العراقي المشحون بعاطفة المظلومية، وما الاستجابة لفتوى السيستاني بحرمة الجهاد ضد الأمريكان إلا دليل على نجاح المخطط الأمريكي بعد إغراء السيستاني بـ200 مليون دولار والتي من خلالها جعلت منه بطلا ومرجعية للشيعة دينيا وسياسيا، ولولا هذه الفتوى لتأخر إسقاط العراق، ولربما فشل الغزو لو كانت الفتوى عكس ذلك، فكانت هذه الفتوى الأولى التي مهدت لأمريكا دخول العراق واحتلاله.

 

وأما الفتوى الثانية للسيستاني فجاءت عام 2014م بإعلانه الجهاد الكفائي، وتشكيل الحشد الشعبي بفصائله المنظمة على إثر قيام تنظيم الدولة بإعلان الدولة الإسلامية في المثلث السني والدعوة لاستهداف جميع العراق وضرب جميع فصائل المقاومة السنية وإخلاء الساحة العراقية منها مع إثارة النعرة الطائفية وتأصيلها في كيانه السياسي، وبذلك أحكمت أمريكا سيطرتها على العراق (باستغلال تنظيم الدولة وفتوى السيستاني)، ولولا ذلك لما استقر لأمريكا الأمر، وكل ذلك بأموال وأبناء وفتاوى أهل البلد!

 

وأما قلق أمريكا من رصد 3.5 مليار دولار للحشد في ميزانية 2024م، أو فرض عقوبات على بعضها أو اغتيال بعض قادتها أو إدراجها على قائمة الإرهاب، فما هي إلا مسرحية ومن باب ذر الرماد في العيون، فالهيمنة الأمريكية مستمرة بلعبتها السياسية وبأموال العراق في بنكها الفيدرالي تصرف به على خدامها العملاء من الحشد والحكومة.

 

يا أهل العراق: قليلا من الوعي لكي نصحو على واقعنا المؤلم الذي نعيشه في ظل الهيمنة الأمريكية وأدواتها من العملاء المصنوعين، وفصائلها المغيبين، وسياسييها الفاسدين بأموالنا المنهوبة وخيراتنا المسلوبة، وعياً يعيد لنا اللحمة والوحدة والثقة بالله سبحانه وتعالى، فبإسلامنا الذي وحّدنا ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾ ندحر الظلم والظلام ونتلمس به طريق العزة والنجاة، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد الحمداني – ولاية العراق

 

 

آخر تعديل علىالإثنين, 24 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع