- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المعاهدة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية
الخبر:
المعاهدة الاستراتيجية التي وقعتها مع كوريا الشمالية، الأربعاء، ستأخذ العلاقات بين البلدين إلى "منحنى جديد". وقال بوتين بعد اجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ: "أجرينا اليوم مفاوضات جوهرية بشأن نطاق كامل من التعاون العملي، ووقعنا معاهدة جديدة بين الدول بشأن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بعد هذه المحادثات". وأضاف الزعيم الروسي: "ذلك يشمل المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية والثقافية والمجال الأمني أيضاً"، مؤكدا بالقول: "أوافق على أن هذه وثيقة "اختراقية" حقيقية تعكس رغبة البلدين في عدم الاكتفاء عند إنجازاتهما، بل في رفع مستواها إلى مستوى نوعي جديد...". ولفت إلى أنه "رغم الضغوط الدولية، إلا أن بلدينا نجحا في التطور على أساس سيادي ومستقل"، مضيفاً أن روسيا وكوريا الشمالية تدعمان بعضهما بعضا "كصديقين حقيقيين". (سي إن إن)
التعليق:
لقد بات واضحا مدى تخبط النظام الروسي في قيادة روسيا وقيامه بأفعال لا ترتقي لمستوى الحدث والحالة الكارثية التي تعيشها روسيا شعبا وجيشا ونظاما.
إن هذه الاتفاقية التي يسميها بوتين "استراتيجية" إنما هي جعجعة بلا طحن وهي للاستهلاك المحلي، فالكل يعلم مدى عجز النظام الروسي عن إنهاء الحرب على أوكرانيا بحفظ ماء الوجه على أكثر تقدير. فعن أي اتفاقية تتحدث يا سيد بوتين وأنت تعلم أن الذي يتحكم في أنفاس كوريا الشمالية ويسيطر عليها هي الصين التي لم تدعم روسيا؟ وبلغة أدق لم تجرؤ الصين على دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، وذلك بسبب أمرين: الأول تهديد أمريكا للصين بقضية تايوان وضرب اقتصاد الصين، والثاني: أن العلاقات الروسية مع الصين لم تكن يوما علاقة حلف حقيقي، حتى في عهد ستالين الذي قال "الشيوعية الصينية كالفجل الأحمر، أحمر من الخارج فقط". أي أن العداء الخفي وحالات الخذلان على مر التاريخ بين روسيا والصين هي سيدة الموقف والدافع إلى نزع الثقة المتبادلة بين الطرفين.
ومما ذكر توقيع معاهدة أمن مشترك بين روسيا وكوريا الشمالية، أتظن يا سيد بوتين أن الصين وكوريا الشمالية أغبياء لهذا الحد حتى يصدقوك؟ ألم تخذل أرمينيا وتركتها لقمة سائغة لأذربيجان بالأمس مع أنكم وقعتم معاهدة الأمن الجماعي معها ثم أدرتم ظهركم لها دون أن يرف لكم جفن؟
أما باقي الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارات فكلها تحت عين ونظر أمريكا وإن لم يعجب بايدن شيء يضغط على الصين فيهددها ويبتزها وتصبح الاتفاقية حبراً على ورق! وهذا ينطبق على كل اتفاقيات روسيا مع دول أخرى مثل تركيا ومصر والجزائر وإيران وغيرها، ذلك أن أمريكا لديها كم هائل من الأدوات والأنظمة التابعة لها التي تنفذ سياستها.
لقد حان الوقت للنظام الروسي أن يعيد حساباته وأن ينظر لبلده نظرة رجال دولة لا نظرة مافيا أو قطاع طرق، آن الأوان أن يزيلوا الغشاوة عن عيونهم وأن يضعوا استراتيجية حقيقية للعبور بروسيا إلى شط الأمان، فتنهي حربها مع أوكرانيا التي أهلكت الحرث والنسل ولم تجلب لهم سوى الخراب والدمار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي