الأحد، 01 محرّم 1446هـ| 2024/07/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بوتين في كوريا الشمالية؛ نجاح استراتيجي أم غباء متعدد الأوجه؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بوتين في كوريا الشمالية؛ نجاح استراتيجي أم غباء متعدد الأوجه؟

 

 

 

الخبر:

 

لم تمض أيام قليلة على توقيع اتفاق أمني استراتيجي بين روسيا وكوريا الشمالية، حتى حطت حاملة طائرات أمريكية في كوريا الجنوبية. فقد أعلنت البحرية الكورية الجنوبية، يوم السبت، أن حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت التي تعمل بالطاقة النووية وصلت إلى مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية لإجراء مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر مع الدولة المضيفة واليابان، وفق ما أفادت رويترز. (العربية)

 

التعليق:

 

أولاً: من الواضح جدا مدى تخبط الكرملين في كافة المجالات الداخلية والخارجية وهو بغبائه السياسي المعهود يقدم الخدمة لأمريكا من خلال سيره على سكة وُضِعت له، والأصل فيه لو كان مدركا ومبصرا للأمور السياسية أن يضع لنفسه خطا وسيرا مغايرا لا يخدم عدوه، فهو بفعله هذا يجعل دول الجوار خاصة كوريا الجنوبية ترتمي بقوة في أحضان أمريكا، وهذه استراتيجية أمريكية دقيقة مطلوبة لجعل حلفائها يدركون مدى الخطورة من خلال خطوات روسيا وأفعالها فتجعل الحلفاء أكثر اندماجا في الاستراتيجية الأمريكية بقوة وبقناعة، والأصل فيه لو كان يعقل أن يقوم بطمأنة دول الجوار ومحاولة فك الارتباط مع أمريكا، لكن نتيجة لأفعاله فقد وصلت حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت التي تعمل بالطاقة النووية إلى مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية لإجراء مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر مع الدولة المضيفة واليابان.

 

إن حرب الاستنزاف (العملية المستمرة لإرهاق العدو لإجباره على الانهيار الجسدي من خلال الخسائر المستمرة في الأفراد والمعدات والإمدادات، أو إنهاكه إلى النقطة التي يصبح فيها عرضة للانهيار والقضاء على إرادته في القتال)، إن حرب الاستنزاف التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا تؤتي أكلها بفضل غباء روسيا وردّات فعل بوتين وكيفية استغلال أمريكا لها.

 

ثانيا: عند اندلاع الحرب في أوكرانيا، ظنت روسيا في بادئ الأمر أن "عملياتها العسكرية الخاصة" سوف تنتهي بشكل حاسم وبسرعة، ولم تتعلم من حرب الشيشان ولا من الحروب التي خاضتها وأدت إلى تغييرات جوهرية في روسيا ابتداء من فترة يلتسين حتى الآن، ولم تستطع روسيا أن تدرك أنها قوة - طبعا نسبية مع الولايات المتحدة - لكنها قوة بلا عقل ولا تفكير، والقوة بلا عقل هي خنجر يؤذي صاحبه.

 

ثالثا: إن من غباء روسيا السياسي الذهاب إلى دولة متهالكة منبوذة، وإن التعاون معها له أثر سيئ على روسيا سياسيا فضلا على كونها عبئاً على موسكو في كافة المجالات، فأي فائدة ترتجى من دولة مثل كوريا الشمالية؟! لكن الذي جمعهما هو الضحالة السياسية والغباء ومحاولة التغني باختراقات استراتيجية وهمية.

 

ختاما: إن العلاقة بين روسيا وكوريا الشمالية ليست علاقة استراتيجية بل هي عبء متعدد الأوجه، هذا في جانب العلاقة بينهما، أما كيف تستثمر أمريكا هذه العلاقة لخدمة استراتيجيتها فهذا بحث آخر ومهم وروسيا وقعت في الأمرين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

آخر تعديل علىالإثنين, 24 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع