السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الاتحاد الأوروبي! قضيةٌ مشتركةٌ بين الحزبين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الاتحاد الأوروبي! قضيةٌ مشتركةٌ بين الحزبين

(مترجم)

 

 

 

الخبر!

 

لقد أصبحت ظاهرة معاداة الإسلام في أوروبا مصدر قلق متزايد، خاصةً بعد الأحداث الأخيرة في غزة. وسواء الأحزاب اليمينية المتطرفة أو الرئيسية السياسية فإن كليهما يؤثران بشكل كبير على هذه الظاهرة، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في المشاعر المعادية للمسلمين والتمييز ومعالجتها.

 

التعليق!

 

لقد حثّ الاتحاد الأوروبي الدّول الأعضاء على مكافحة التحيّز ضدّ المسلمين وضمان سلامة الجاليات المسلمة. وعلى الرّغم من هذه الجهود، لا تزالُ كراهية الإسلام البنيوية منتشرة، حيث يواجه المسلمون التمييز في التوظيف، والمضايقات، والسياسات المتحيزة. وأفادت لجنة مكافحة العنصرية والتعصّب التابعة للمجلس الأوروبي بزيادة حوادث الكراهية ضدّ المسلمين، خاصةً تلك التي تستهدف النساء المسلمات.

 

بالإضافة إلى ذلك، دعت وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي إلى نشر بيانات منتظمة حول الحوادث العنصرية وأكدت على الحاجة إلى التدريب على مكافحة العنصرية. ولعب صعود الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة دوراً حاسماً في تطبيع المشاعر المعادية للإسلام في أوروبا. فقد استفادت أحزاب مثل التجمع الوطني الفرنسي، والبديل من أجل ألمانيا في ألمانيا، وحزب الحريّة الهولندي، من الخطاب المعادي للمسلمين لكسب الزخم السياسي. واقترحت هذه الجماعات تدابير متطرفة، مثل حظر القرآن وإغلاق المساجد، واستخدمت تكتيكات إثارة الخوف لحشد الدعم. وقد ساهم هذا العداء الصريح للإسلام بشكل كبير في تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في مختلف أنحاء القارة.

 

ولكن الإسلاموفوبيا لا تقتصر على الأحزاب اليمينية المتطرفة؛ بل تغذيها أيضاً الأحزاب السياسية السائدة، بما في ذلك الوسطيون واليساريون. وكثيراً ما تخفي هذه الجماعات سياساتها المعادية للإسلام وراء ستار العلمانية وسياسات الهوية. فعلى سبيل المثال، في ألمانيا، تعرض تحالف الديمقراطيين الاجتماعيين/الخضر لانتقادات شديدة لإلقاء اللّوم على الجالية المسلمة في تصاعد معاداة السامية، الأمر الذي أثار القلق بين المسلمين الألمان. وفي فرنسا، فرض قانون مكافحة الانفصالية قيوداً صارمة على المنظمات الإسلامية ووسع من نطاق الحظر المفروض على الرموز الدينية، مستهدفاً الجاليات المسلمة بشكل غير متناسب.

 

وبينما تظهر معاداة الإسلام لدى اليمين المتطرف بشكل علني، فإن نهج اليسار ينطوي على سياسات الهوية، التي تهدف بشكل خفي إلى إعادة تشكيل الهويات الإسلامية والحدّ من التعبير الديني. ويقيدُ هذا النهج العلماني قدرة المسلمين على ممارسة عقيدتهم بحرية، تحت ستار الحفاظ على القيم العلمانية. وهذه التكتيكات، وإن كانت أقل وضوحاً، فإنها ضارّة بالقدر نفسه وتعكس تحيزاً عميق الجذور ضدّ الإسلام. وهذا يجعل جهود الاتحاد الأوروبي في مكافحة معاداة الإسلام غير جديرة بالثقة. فقد تمّت تغذية التحيزات العميقة الجذور ضدّ الإسلام داخل المجتمعات الأوروبية وتغذيتها لبعض الوقت. وهذا يجعل صعود المشاعر المعادية للإسلام في أوروبا قضية غير حزبية، حيث تساهم كل من الجماعات السياسية اليمينية المتطرفة والتيارات السياسية السائدة في المشكلة. إن العداء الصريح من جانب اليمين المتطرف والقيود الخفية التي يفرضها التيار السائد على الممارسات الدينية تشكل تحدّيات كبيرة للمسلمين. ولا بدّ من النظر إلى جهود الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحوادث المعادية للإسلام من خلال هذه العدسة، ما يخلق شعوراً زائفاً بالأمن بين المسلمين، ويخفي حقيقة التمييز المستمر بدلاً من معالجة احتياجات الجاليات المسلمة بشكل حقيقي.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

آخر تعديل علىالأربعاء, 24 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع