الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بعد سقوط قناع أردوغان: هل من قناع ما زال ينتظر السقوط؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعد سقوط قناع أردوغان: هل من قناع ما زال ينتظر السقوط؟!

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي رجب أردوغان في تصريح له في 2024/08/30: "لا يمكننا أن ندير ظهورنا للقدس وفلسطين، ولا يمكننا السكوت عن ظلم (إسرائيل) تجاه أهالي غزّة، ولا نفرّق بين إسطنبول ومدينة القدس الشريفة، ولا نفرّق بين غازي عنتاب وغزّة". وأردف: "جيشنا يقوم بمهامّه في سوريا والعراق وليبيا والصومال على أكمل وجه، وقوّاتنا المسلّحة التركية هي ضمانة استقلال وسلامة وطننا ووحدتنا الوطنية".

 

التعليق:

 

لقد بلغت يا أردوغان في دجلك واستخفافك بعقول الناس مبلغاً جعلك محلّ سخرية وتهكّم حتّى ممّن كانوا في الماضي يرفعونك عاليا إلى الثريّا ويبجّلونك ويبالغون في مديحك! أتحسب أنّك ما زلت بهذه الخطابات المملولة والمكشوف زيفُها وكذبُها تخدع الناس وتبتزّ تأييدهم؟! من يصدّق زعمك بأنّك لن تسكت عن ظلم أهل غزّة بعد ما يقرب من سنة وأنت ترقب اجتياح يهود قطاع غزة بكامله وإمعانهم فيه قتلاً وتشويهاً وتشريداً للرجال والنساء والشيوخ والولدان حتّى غدا القطاع قاعاً صفصفا؟! وهل بقي شيء تديرون ظهوركم له بعدما تعاميتم عن المليونين من المظلومين والمذبوحين طوال أحد عشر شهرا ونيّف؟!

 

ثمّ بكلّ صفاقة تخبرنا بأنّك لا تفرّق بين إسطنبول والقدس؟! ولا بين غزة وغازي عنتاب؟! لو أردنا ترجمة كلامك هذا حرفياً لما أمكننا أن نفهم غير أنّه لو تعرّضت إسطنبول يوما لغزو عسكري من كيان يهود فسترقبها من بعيد كما ترقب القدس منذ عقود يذلّها وينتهكها يهود، وأنّه لو جاس جند يهود في مسجد آيا صوفيا ومسجد الفاتح ومسجد السلطان سليمان ومسجد السلطان أحمد، فسترقبهم كما ترقبهم وهم يدنّسون مرارا وتكرارا المسجد الأقصى، وأنّهم لو غزوا غازي عنتاب فسوف ترقبهم من أنقرة كما لبثت ترقب طوال عام غزّة تباد، أو كما أُثِر في التاريخ عن نيرون أنّه جلس يرقب من علٍ في قصره المشيد عاصمته روما وهي تحترق!

 

بل الأدهى والأمرّ أن تتبجّح في التصريح نفسه وتتفاخر بأنّ جيشك "يقوم بمهامّه في سوريا والعراق وليبيا والصومال على أكمل وجه" وكأنّك تُكايد أهل غزّة وسائر فلسطين بل وسائر الأمّة الإسلامية على امتداد الأرض بأنّ جيشك يعرف كيف يذهب إلى أيّ مكان في الدنيا حيث يرضي سيدته أمريكا، لا بل طلبا لرضاها، إلّا مسرى النبيّ ﷺ وقبلة المسلمين الأولى وديارهم المقدسة، فإنّه لا يعرف طريقه إليها!

 

يا لكِ من كاشفة فاضحة يا نكبة غزّة! وكم هو مؤلم أن يحتاج ملايين المسلمين مثل هذه النكبة التي قلّ نظيرها في التاريخ كي ينكشف لهم غطاء النفاق والدجل والخيانة. فقد مضت سنون وسنون ونحن نكشف للناس زيف خطابات هذا الرجل ونثبت لهم أنّه واحد من منظومة الحكّام العلمانيين الخونة الذين لا يتجاوزون خطوط النظام الدولي الحمراء، بل ويعملون في خدمته، فكانت تنتفخ الأوداج منافِحة عنه مخدوعة متوهّمة أنّه سلطان الأمّة الذي سيقودها إلى النصر والتمكين والعزّة حتّى ذُبحت غزّة ولم تنل منه قشّة، ولا حتّى استدعاء لسفير كيان يهود أو وقف لتصدير السلع والمؤن إليه، فإذا بهم بعد الصدمة والخيبة يقولون: ويكأنّ هذا الرجل لا يقلّ خيانة عمّن سلفه ولا من عاصره من طغاة بلادنا الإسلامية المنكوبة.

 

أيّها المسلمون: راهنتم منذ عقود على دجّال العروبة عبد الناصر عميل أمريكا وقدّمتم على مذبحه المهج والأرواح ثمّ انكشف غطاؤه، وراهنتم بعده على دولة الملالي في إيران ومحورها الممانع فانكشف غطاؤها وبان لكم أنّها لا تخرج من الفلك الأمريكي وأنّ صواريخها الاستعراضية لا تخفف من حرب كيان يهود عليكم شيئا، وراهنتهم على خليفة مصطفى كمال في تركيا أردوغان ثمّ أسقطت لكم غزّة القناع، أفما آن الأوان لتعرفوا المشروع السياسي الذي تبنون عليه آمالكم وتسخّرون له طاقاتكم وتذعنوا له؟ إنّه حصراً وللمرّة المليون مشروع استئناف الحياة الإسلامية الكاملة، عبر إقامة الدولة التي لا ولاء لها لغير الله ﷻ ورسوله ﷺ والمؤمنين، ولا قانون لها تقيمه غير شرع الله تعالى، ولا تخشى في الله نظاما دوليا ولا جيوشا جرّارة. فـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد القصص

آخر تعديل علىالخميس, 12 أيلول/سبتمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع