- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النساء أكثر من يدفع ثمن الحرب
الخبر:
على جانب طريق ترابي في معبر أدري الرئيسي، على الحدود السودانية التشادية، تجلس بثينة البالغة من العمر 38 عاماً على الأرض، وتحيط بها نساء أخريات، بجانب كل واحدة منهن أطفالها، ويبدو أنه ليس لدى أي منهن أي متعلقات. فقد فرت بثينة وأطفالها الستة من مدينة الفاشر المُحاصرة بإقليم دارفور السوداني، على بعد أكثر من 480 كيلومتراً عندما نفد الطعام والشراب.
تقول بثينة لبي بي سي: "لقد فررنا دون أن نأخذ أي شيء من متعلقاتنا، لقد هربنا فقط للنجاة بحياتنا. لم نكن نرغب في المغادرة وكان أطفالي من المتفوقين في الدراسة وكنا نعيش حياة جيدة في منزلنا". (بي بي سي نيوز- السودان، 6 أيلول/سبتمبر 2024)
التعليق:
لم تُعف المرأة من وحشية النزاع في السودان في أي جانب من جوانبه، إلا أنها ليست مجرد ضحية يقع عليها العنف أو القتل فقط، بل أصبحت المرأة تتولى مسؤوليات متزايدة بعد تبعثر الأسر في خارج وداخل السودان، فالأب في مكان والأم والأطفال في مكان آخر، هذه الظواهر الناتجة عن الحرب وضعت المرأة في ظروف جديدة، أصبحت هي المسؤولة عن أبنائها، في الغالب بدون أي وظيفة أو دخل، أو حتى مُعين لها.
لقد تعرضت النساء في السودان، من أول يوم في الحرب، للاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والأذى البدني، والتضييق، والتعذيب أثناء النزاع، على يد القوات النظامية، والمليشيات التي كانت تتبع لها في صراعهم على السلطة، وأصيبت سيدات، أو فقدن حياتهن، أو بعض أفراد عائلاتهن في اعتداءات عشوائية عديمة التمييز، على المدنيين من الجانبين المتصارعين.
يحصل هذا كله والنظام الدولي المتشدق بحقوق المرأة، وعلى رأسه أمريكا، يقف متفرجا ساكتا دون رد فعل، ما يؤكد تواطؤه، وتآمره في هذه الحرب، أما البلدان المجاورة فاكتفت باستقبال اللاجئين، وهي تمن عليهم بذلك إن لم تلق بهم في أدغال الغابات، أو تلاحقهم للترحيل للسودان في هذه الظروف، لتزيد الطين على بلته.
إن فقد المرأة عظيم، يوم فقدت خليفة المسلمين الذي يحميها خوفا من الله، وامتثالا لأمره، فها هو الخليفة المعتصم يُسرع ويُسيّر الجيوش الجرارة نصرة لمسلمة واحدة فقط أسيرة، صرخت من أسرها عندما أرادوا إهانتها وا معتصماه ليفتح عمورية، ويخلص الأسيرات، وينتقم ممن حاول إهانتهن. والقصص كثيرة لا تحصى لحماية النساء بجيوش دولة الخلافة.
واليوم عندما أسقطت الخلافة وغاب الراعي، وغاب حكم الإسلام ودولته، أصبحت النساء أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام، وتكالبت الأمم علينا، ولم نعد نجد من ينتصر لحرماتنا، ولا لأعراضنا، بل من ينتهكها هم العملاء، وحراس مصالح الغرب المستفيد من إشعال الحروب العبثية لتثبيت مصالحه، ويأبى هؤلاء الظالمون إلا أن ينحازوا إلى كل متآمر على بلادهم! وبدل أن ينتصروا للأعراض التي تنتهك، والتضحيات التي تهدر نراهم يبرهنون أنهم في صف أعداء الأمة، يخططون وينفذون لكل جرم شنيع دون خوف من الله، ولن تتغير حالنا إلا بعودة دولة الخلافة التي ألقى الله على عاتقها نصرة النساء والمستضعفين، فاللهم اجعل هذا قريبا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان