السبت، 25 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ننتبه لكلماتك الجميلة أم لأفعالك القبيحة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل ننتبه لكلماتك الجميلة أم لأفعالك القبيحة؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال أردوغان في خطابه ببرنامج افتتاح أسبوع المولد النبوي: "الشخص الوحيد الذي نقتدي به في هذا العالم، ونتبع خطاه، ونكرس حياتنا في سبيله هو رسول الله ﷺ. إنه هو المرشد والقائد والحبيب الذي نموت من أجله. نسأل الله أن يوفقنا للسير على خطا رسول الله، وأن نبني شخصيتنا بحياته، وأن نتحلى بأخلاقه النموذجية". (وكالات، 2024/09/14)

 

التعليق:

 

أعظم شر يرتكبه الحكام المسؤولون عن شؤون الناس هو إدارة المجتمع بأنظمة نابعة من العقيدة العلمانية، التي تبعد الناس عن ربهم وتجعلهم عبيدا لشهواتهم تحت خدعة الحرية، وتغرس فيهم عبودية العبد للعبد. والمصيبة الأكبر للمسلمين هي دناءة الحكام الذين يفرضون عليهم حلول هذه الأفكار الباطلة. أردوغان، الذي يتقن الحديث وفقاً لنبض المجتمع، جعل من الكلام وفقاً للأجواء والظروف التي يدخلها سمة من سماته. وبناءً على مبدأ أن "الكلمة أمانة"، إذا كان القائد الوحيد في حياتك هو رسول الله ﷺ وتزعم أنك تتبع خطاه، فيجب أن تؤكد أفعالك هذه الكلمات الجميلة.

 

الزهد والتقوى في حياة الحكام الشخصية لا تعني المجتمع، بل هي أعمال فردية تخصهم. لكن أنظمة الكفر والأفكار الباطلة التي تُفرض على المجتمع سيتحمل مسؤوليتها كل فرد في المجتمع، وهذا هو ما يعنينا. في هذا السياق، يمكنك أن تتحدث عن اتباع نموذج رسول الله ﷺ في حياتك الشخصية قدر ما تشاء، لكن طالما أن نظام الكفر الديمقراطي العلماني هو الذي يحكم المجتمع، فإن أفعالك ستظل تكذب كلماتك. وسيظل قبح ورائحة أفعالك السيئة تُكدِّر المجتمع. نحن نعتمد على كلمات حكام تؤكد أفعالُهم كلماتهم، حكام يضعون الأمانة في المقام الأول، ولا يخونون الأمة والمقدسات، ويجعلون الدين أساساً لحكمهم. لكن أردوغان يعتبر الكلام وفقاً للظروف سياسة، لذا في بعض الأحيان يظهر القرآن الكريم في ساحات الانتخابات. وفي أوقات أخرى يثير الحماس الشعبي بلغة الوطن والأمة. وأحياناً يذهب إلى حد تسويق العلمانية للناس في أجزاء مختلفة من البلاد الإسلامية نيابة عن أمريكا. والديمقراطية هي الكلمة السحرية التي لا تسقط من لسانه!

 

يا أردوغان: في سنوات حكمك الـ23، أي من أحكام رسول الله ﷺ طبقتَ حتى تقول إنك تتبع خطاه وأنك جعلته مرشدك الوحيد؟! أليس كل الخداع والتضليل الذي مارسته خلال حكمك كافياً؟ لماذا تقول أشياء لم تفعلها، ولا يمكنك فعلها، وكأنك فعلتها أو ستفعلها، بينما هذا يشكل عبئاً عظيماً في رقبتك أمام الله سبحانه وتعالى؟! لو كنت حقاً تتبع خطا رسول الله ﷺ، لكنت حركت الجيش بأسره وأنهيت هذا الظلم بحق غزة التي تتعرض لإبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً أمام عينيك منذ عام. نحن لا نعتمد على الكلمات الرنانة، بل على كلمات الحكام الذين يزينون أفعالهم بأحكام الإسلام.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدم حكم الرويبضات الذين يعيثون فساداً في أمة الإسلام، وأن يعجل بعودة أيام الخلفاء الراشدين الذين تتوافق أقوالهم مع أفعالهم ليقودوا الأمة قريباً بإذن الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأربعاء, 25 أيلول/سبتمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع