الخميس، 28 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/10/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكيون يتظاهرون ضدّ الإبادة الجماعية في غزة وجماعات الضغط في وزارة دفاعهم تؤجج الحرب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكيون يتظاهرون ضدّ الإبادة الجماعية في غزة

وجماعات الضغط في وزارة دفاعهم تؤجج الحرب

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تتصاعد الاحتجاجات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث يلفت المتظاهرون الانتباه إلى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. ومن الحرم الجامعي الرئيسي إلى قلب وول ستريت، يطالب الأمريكيون بإنهاء الدعم الأمريكي لكيان يهود. وفي حين يتظاهر الأمريكيون ضد العنف، تواصل الحكومة التصرف في معارضة مباشرة لمطالب الشعب، حيث يعارض غالبية الأمريكيين الإبادة الجماعية (جالوب)، الأمر الذي يسلط الضوء على نفوذ جماعات المصالح الخاصة على ما يسمى التمثيل الديمقراطي.

 

في الأسبوعين الماضيين، أظهرت العديد من الاحتجاجات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة معارضة واسعة النطاق لأفعال كيان يهود. وشهدت جامعة هارفارد احتجاجات قادها أساتذة دراسة داخلية ضد قرار الإدارة بتعليق دراسة الطلاب المشاركين في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. وعلقت لارا ز. جيرمانوس، أستاذة الطب السريري في كلية الطب بجامعة هارفارد، قائلة: "لقد خلقت إدارة هارفارد مناخاً من الخوف في الحرم الجامعي من خلال حظر أي خطاب أو احتجاج يدافع عن صحة الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية وأرواحهم". (إن بي سي بوسطن)

 

في جامعة كولومبيا، شارك مئات الطلاب في إضراب جماعي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2024 كجزء من الحركة الأوسع المؤيدة للفلسطينيين والتي اجتاحت الجامعات الأمريكية. بالإضافة إلى هذه الإجراءات، نزل آلاف المحتجين، بقيادة حركة الشباب الفلسطيني، إلى الشوارع في لوس أنجلوس. وكان الاحتجاج، الذي صادف الذكرى السنوية الأولى للإبادة الجماعية المستمرة في غزة، واحداً من أكثر من 55 حدثاً مشابهاً في جميع أنحاء البلاد. (يو إس سي أنينبيرغ)

 

امتدت الاحتجاجات إلى ما هو أبعد من أراضي الجامعات، ووصلت إلى المركز المالي للبلاد. فقد تجمع مئات المتظاهرين، بقيادة صوت يهودي من أجل السلام، في بورصة نيويورك في وول ستريت. وكانت رسالتهم واضحة: توقفوا عن تسليح كيان يهود. وعبرت بيث ميلر، المديرة السياسية لصوت يهودي من أجل السلام، عن مشاعر المحتجين، حيث قالت "تستخدم (إسرائيل) القنابل الأمريكية لذبح الناس في غزة بينما يشهد مصنعو الأسلحة في وول ستريت في الوقت نفسه ارتفاعاً هائلاً في أسعار أسهمهم". (إن بي سي نيويورك)، واعتقل في الاحتجاجات أكثر من 200 شخص، ما يعكس الإحباط العام المتزايد تجاه السياسات الأمريكية.

 

التعليق:

 

تظهر هذه المظاهرات الانقسام العميق بين الجمهور الأمريكي الذي يعارض الإبادة الجماعية، وبين الحكومة الأمريكية التي تواصل دعم هذه الإبادة من خلال المساعدات المالية والعسكرية لكيان يهود.

 

إن الدعم الثابت الذي تقدمه الحكومة الأمريكية لكيان يهود يسلط الضوء على النفوذ الخطير لجماعات المصالح الخاصة مثل اللوبي الصهيوني والمجمع الصناعي العسكري، حيث تتمتع هذه الجماعات بقبضة قوية على السياسة الخارجية الأمريكية، ما يضمن إعطاء الساسة الأولوية لمصالحهم المالية والسياسية على حساب أصوات الناس. ويكشف هذا الانفصال بين الناس والحكومة عن خلل خطير في النظام الديمقراطي.

 

إن أمريكا، الأمة التي تدعي أنها منارة الحرية وحامية حقوق الإنسان، ليست أكثر من مجرد واجهة. إن أيديهم ملطخة بالدماء وهم يتظاهرون بتعزيز السلام من خلال الديمقراطية. ولكن هذه الديمقراطية تنتشر بإسقاط القنابل والصواريخ على الفقراء والعاجزين. إن أبطال العدالة المفترضين في واشنطن يغطون أفعالهم بلغة الإصلاح، بينما هم في الواقع يزرعون الفساد والدمار. إن الله سبحانه وتعالى يفضح هذه الرواية الكاذبة، فيقول: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾. إن قادة واشنطن، الذين يزعمون أنهم يسعون إلى السلام، هم أنفسهم الذين يسلحون كيان يهود ويمولونه، ويؤججون الإبادة الجماعية.

 

اليوم، نشهد ديمقراطية تخدم النخبة. وتضمن جماعات الضغط الدفاعية استمرار تدفق المساعدات المالية والعسكرية، بغض النظر عن الصراخ العام. ويستفيد المجمع الصناعي العسكري من الحرب، فيجني مليارات الدولارات من بيع الأسلحة التي تغذي العنف في جميع أنحاء العالم. ونتيجة لذلك، يصطف الساسة مع هذه المصالح، متجاهلين مطالب الناس الذين يزعمون أنهم يمثلونهم.

 

تثبت الاحتجاجات في جميع أنحاء أمريكا أن غالبية الأمريكيين يعارضون الإبادة الجماعية في غزة، ومع ذلك تظل الحكومة ملتزمة بدعم يهود. هذا الانقسام الواضح بين الرأي العام والسياسة الحكومية يكشف عن نفاق الديمقراطية. أصوات الناس تغرق في مصالح عدد قليل من المجموعات القوية التي تستفيد من الحرب والقمع.

 

إن الديمقراطية منذ نشأتها كانت أداة في يد النخبة، مصممة لحماية قوتها وثروتها، ولم تمثل مطلقاً إرادة الشعب. وتسيطر جماعات المصالح الخاصة، وخاصة جماعات الضغط الدفاعية، على النظام، وتضمن أن تكون السياسات في صالح أولئك الذين يستفيدون من الحرب والقمع. وفي حين يتدفق الأمريكيون على الشوارع احتجاجاً على الإبادة الجماعية في غزة، تواصل حكومتهم، التي يقودها أولئك الذين يستفيدون من الصراع، تمويل وتسليح كيان يهود. إن هذا النظام ليس نظاماً للحرية أو التمثيل، بل هو نظام استغلالي. وهو يخدم مصالح الأثرياء والأقوياء، متجاهلاً صرخات عامة الناس. والاحتجاجات الجارية لا تسلط الضوء إلا على الانقسام العميق بين رغبات الشعب وأفعال حكومته، وتكشف عن الديمقراطية باعتبارها بنية قمعية تعمل لصالح الذين في السلطة، وليس الناس الذين تدعي أنها تخدمهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ديوان أبو إبراهيم

آخر تعديل علىالثلاثاء, 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع