الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الانفتاح والوصاية معاً: ما الذي تهدف إليه الحكومة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الانفتاح والوصاية معاً: ما الذي تهدف إليه الحكومة؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

فيما يتعلق بدعوة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إخواني الأكراد الأعزاء، نتوقع منكم أن تمسكوا هذه اليد بإخلاص وأن تمسكوها بقوة. نريدكم أن تبتعدوا عن طريق أولئك الذين هم أتباع (إسرائيل) الصهيونية، وأذناب الإمبريالية والعملاء، أعداء تركيا". كما شكر أردوغان رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل على دعمه لمشروع الأخوة وقال: "لماذا تنزعجون من هذا بينما تحولت جغرافيتنا إلى حلقة من النار، وأعضاء منظمة إرهابية يدمرون إسنيورت؟ لن تتضايق من ذلك. على العكس من ذلك، سوف تدعمون الإدارة الحالية هنا". (تي آر تي نيوز، 2024/10/30م)

 

التعليق:

 

تحدث أردوغان لأول مرة بعد أن دعا شريكُه في التحالف دولت بهجلي، زعيمَ منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية عبد الله أوجلان، إلى البرلمان التركي لدعوة المنظمة إلى إلقاء أسلحتها. وفي خطابه، حاول إبقاء الناخبين الأكراد خارج الصراع واستخدم سياسة الجزرة والعصا ضد خصومه السياسيين. دولت بهجلي، الذي كان المتحدث باسم العملية الجديدة، كوفئ بشكل خاص من قبل أردوغان. لأنه إذا لم تجد العملية استجابة على أساس مجتمعي وعانت من انتكاسة، فسيتم إعلان بهجلي كبش فداء. وقد أخذ أردوغان زمام المبادرة ضد هذا وأعطى رسالة ملكية من خلال اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيُتهم بالفساد أو الاحتيال. وبعد يوم من خطاب أردوغان، أقيل رئيس بلدية إسنيورت، أكبر منطقة في إسطنبول وموطن غالبية السكان الأكراد، وحل محله أحد الأوصياء.

 

يمكننا تقييم المبادرة الكردية الجديدة للحكومة، أو خطة تركيا بلا إرهاب، على حد تعبير دولت بهجلي، في إطار تصريحات أردوغان والتطورات التي تلتها:

 

1- بذريعة أن التهديدات الخارجية ضد تركيا آخذة في الازدياد، دعا المعسكر الحاكم إلى توافق مجتمعي جديد من خلال أوجلان من أجل ضمان السلام الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية.

 

2- من أجل تحقيق هذا الاتفاق، يهدف إلى تعديل الدستور وإعادة انتخاب أردوغان رئيسا. لهذا السبب، من المخطط فصل حزب اليسار الأخضر، وهو حزب رئيسي، عن حزب الشعب الجمهوري، والقضاء على تأثير قنديل على حزب العمال من خلال أوجلان وجعله جزءا من التوافق المجتمعي.

 

3- في مواجهة هذه التطورات التي تهدف إلى تصفية أنفسهم، شن قنديل أو حزب العمال الكردستاني هجوماً إرهابياً على شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية، وهي رسالة إلى الحكومة وحزب اليسار الأخضر، لإشعارهم بأن العملية التي لا يوافقون عليها لا يمكن أن تتم بدونهم على الطاولة، وأن عبد الله أوجلان لم يعد له أي تأثير على المنظمة، وأن المفاوضات والعملية يجب أن تتم معهم.

 

4- بعد الهجوم الإرهابي على شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية، صرح أردوغان أن هذا الهجوم عزز تصميمهم على تحقيق المصالحة المجتمعية، وأنهم لم يدعوا بارونات الإرهاب في قنديل، بل كان الموجه إليه النداء هو الشعب الكردي.

 

5- استهدف رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، بخطابه في 29 تشرين الأول/أكتوبر، أردوغان ونظام الرئاسة وألقى خطاباً وكأنه رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح رئاسي وليس رئيس بلدية.

 

6- بعد هذه التطورات، تم اعتقال رئيس بلدية إسنيورت من حزب الشعب الجمهوري كجزء من تحقيق في الإرهاب وتم تعيين وصي في مكانه.

 

من الواضح أن الحكومة تهدف إلى تحقيق ما يلي باستخدام الأدوات الدستورية والوصائية معاً في سياق عملية التفكيك الجديدة:

 

  • لن يمنح أولئك الذين لا يتفقون مع الإجماع المجتمعي ويمارسون السياسة تحت تأثير قنديل الفرصة؛ وستتم محاولة القضاء على تأثير قنديل على السياسة.
  •  جعل حزب اليسار الأخضر جزءاً من ذلك الإجماع وستتم محاولة الانفصال عن حزب الشعب الجمهوري وعزل حزب الشعب الجمهوري في السياسة.
  • إقصاء أكرم إمام أوغلو من السياسة لمنع ترشحه للرئاسة ومحاولة خلق أزمة داخل حزب الشعب الجمهوري.
  •  من خلال ضمان دعم حزب اليسار الأخضر، ستتم محاولة تمهيد الطريق للتعديلات الدستورية وإعادة انتخاب أردوغان.

بالطبع، كل هذا ليس لترسيخ الأخوة بين الشعبين التركي والكردي المسلمين. بل هذا مجرد غطاء للأمر، لأن أولئك الذين لا يملكون في أجندتهم سوى العلمانية والقومية والمصلحة الذاتية، والذين لا ينظرون إلى السياسة من منظور "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، لا يمكنهم توحيد الأمة ولا حل مشاكل تركيا. سواء أكانت الحكومة أو المعارضة، فلا يمكن لمثل هذه الهياكل السياسية أن تفلت من كونها أسيرة الاستعمار. وكما كان موقفهم أثناء الربيع العربي وطوفان الأقصى المستمر، فهم يخدمون مصالح الكفار الاستعماريين فقط للحفاظ على مقاعدهم. إن هدفهم الوحيد هو منع الأمة الإسلامية من التقدم نحو الخلافة ومحاولة إنتاج روابط وهمية مصطنعة ضد الوحدة الحقيقية للخلافة. وما الأحداث الأخيرة في السياسة الداخلية التركية في دوامة الأزمة الاقتصادية والانهيار المجتمعي إلا شاهد على هذا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

آخر تعديل علىالإثنين, 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع