- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الصفقات والردع من أبرز ملامح سياسة ترامب الخارجية
الخبر:
أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال أن سياسة ترامب الخارجية ستتمحور حول الصفقات والردع، عبر استعراض القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة، إضافة إلى زرع الخوف في نفوس الخصوم وانتزاع قدر أكبر من التسوية من الحلفاء.
التعليق:
إنّ سياسة ترامب الخارجية التي توصف بأنّها سياسة ردع وصفقات لا تعني أكثر من كونها سياسة ابتزاز وبلطجة، فاستخدام القوة العسكرية والاقتصادية كقوة ضغط على المنافسين والحلفاء والخصوم لزرع الخوف في قلوبهم وانتزاع التنازلات منهم ليست سوى سياسة خارجية مبنية على الابتزاز والاستغلال والتسلط باستخدام القوة الفائضة لدى أمريكا.
وهذه السياسة نابعة من تفكير ترامب بوصفه رجل أعمال يسعى دائما إلى تحقيق الربح في كل أعماله، فهي ليست سياسة زعيم سياسي يمتلك رؤية عالمية تُساهم في نشر العدالة والسلام بقدر ما هي سياسة رأسمالية مبنية على المصالح المادية الاستعمارية البحتة.
فسياسته تجاه الصين، وفقاً لرؤيته، تعتمد على فرض المزيد من العقوبات عليها، وتكثيف نشر منظومات الصواريخ في دول الجوار المُحيطة بها، وفرض الجمارك والضرائب على بضائعها الداخلة لأمريكا من أجل كبح تقدمها اقتصاديا، ومنع تزايد نفوذها العالمي، وتقليص حصتها من السوق الأمريكية.
وفي الشرق الأوسط وبناء على هذه السياسة سيعمل ترامب على عقد اتفاقيات تطبيع جديدة بين الدول العربية وعلى رأسها السعودية مع كيان يهود مقابل وقف الحرب على غزة وتمرير صفقات الإفراج عن الأسرى مع تشديد الضغط على قوى المقاومة وإضعافها تدريجياً.
وفي أوكرانيا سيفرض ترامب على الطرفين المتقاتلين إنهاء الحرب وتقديم التنازلات من كل منهما مُستخدماً الضغط على روسيا ومنعها من الاستمرار في الحرب التي لم تهزم فيها أصلا، وإن كانت قد غرقت في المستنقع الأوكراني، وفي المقابل تمنع توريد السلاح لأوكرانيا لحملها على التنازل عن جزء من أراضيها الشرقية لروسيا، ثم توقيع اتفاق سلام يجعل الطرفين في خدمة أمريكا.
وهكذا يستمر ترامب في سياسته الخارجية المعتمدة على الصفقات وتقديم التنازلات تحت الضغط.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني