الأحد، 29 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/12/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإسلام هو العلاج لمرض الضّباب الدّخاني

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإسلام هو العلاج لمرض الضّباب الدّخاني

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

يقول الخبراء إن تفاقم تلوث الهواء في الهند له تأثير مدمّر على اقتصادها؛ حيث تقدر إحدى الدراسات الخسائر بنحو 95 مليار دولار أمريكي سنوياً، أو ما يقرب من 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وخلصت دراسة أجرتها شركة الاستشارات العالمية دالبيرج إلى أنه في عام 2019، كلف تلوث الهواء الشركات الهندية 95 مليار دولار أمريكي بسبب "انخفاض الإنتاجية، والتغيب عن العمل، والوفاة المبكرة". (المصدر)

 

التعليق:

 

عندما انحنى العالم أمام العلم، نسي أن التجارب لا تخضع لقواعد وأخلاقيات. وهذا أحد الأسباب التي تجعل تفاصيل التطورات الجديدة سرية حتى يشهد العالم تجربة ذرية مثل هيروشيما وناجازاكي. لقد أدى وصول دولة واحدة إلى السلطة إلى تدمير مادي مطلق لجزء كبير من دولة أخرى واستعباد عاطفي ونفسي لبقية العالم. جعل هذا النوع من التجارب العالم يشهد آثاراً مروعة للتطور، ولكن تم تصنيفها على أنها تجربة لمرة واحدة حيث تبنى العالم بالفعل التحول من الإمبريالية إلى الرأسمالية حيث وعدت بالنمو والنجاح. وبالتالي شهدنا بيانات وحسابات للخسائر المالية. تبلغ التكاليف الاقتصادية لتلوث الهواء على الاقتصاد الهندي ما يزيد عن 150 مليار دولار سنوياً. وتقدر التأثيرات بحوالي 47.8 مليار دولار سنوياً. أي ما يعادل حوالي 6٪ من إجمالي الناتج المحلي لباكستان.

 

في الإسلام، لا يعني الاستقرار الاقتصادي فقط وجود ناتج محلي إجمالي ممتاز وكميات هائلة من الإنتاج، مع عمل الناس وإنتاجهم مثل الآلات. إن المادة والثروة في الإسلام تهدف إلى تحسين نوعية حياة الناس حتى يصبح العالم أفضل، حيث يمكن للناس أن يعيشوا بكرامة ويقدموا تلك الحياة لخلق الله. عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا حَسَنِهَا وَسَيِّئِهَا فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُنَحَّى عَنِ الطَّرِيقِ وَرَأَيْتُ فِي سَيِّئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ» رواه ابن ماجه

 

لا تتبنى الطبيعة نهجاً قومياً، كما أن تدميرها لا يختار المناطق وفقاً لارتباطها العاطفي أو السياسي. إن الضباب الدخاني الذي يخيم فوق دلهي ولاهور هو رد فعل مباشر لإساءة استخدام الطبيعة. إن الفعل الأكثر اتهاماً، والمساهم الكبير في التلوث هو حرق المحاصيل، وهي ممارسة زراعية عمرها قرون، على الرغم من أن الضباب الدخاني نفسه لم يتطور حتى وقت قريب. أثناء جائحة كوفيد-19، أصبحت الظروف البيئية مواتية على الرغم من ممارسة حرق المحاصيل خلال تلك السنوات، لذلك من الآمن أن نقول إن حرق المحاصيل ليس العامل الوحيد الذي يضيف إلى الضباب الدخاني الكثيف.

 

وفقاً للبيانات التي تم جمعها أثناء الوباء، تراوحت قراءات مؤشر جودة الهواء بين 18-65، وهو ما يقول الخبراء إنه أقل بكثير من النطاق الخطير الذي عبرته لاهور عدة مرات في الماضي. في الوقت الحاضر، ارتفع مؤشر جودة الهواء في لاهور إلى 1900 في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، وفقاً لتقرير صادر عن IQAir، وهي شركة سويسرية تراقب جودة الهواء في جميع أنحاء العالم، وهو أسوأ من مؤشر جودة الهواء في دلهي. عندما لوحظ الضباب الدخاني في باكستان عام 2015، قدمت منظمة الصحة العالمية تقريراً مروعاً. فقد أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2015 أن ما يقرب من 60 ألف باكستاني ماتوا بسبب ارتفاع مستوى الجسيمات في الهواء، ما يجعلها أعلى حصيلة وفيات بسبب تلوث الهواء في العالم.

 

إن الضغط على دول العالم الثالث لتلبية المعايير الاقتصادية التي وضعها صندوق النقد الدولي وغيره من المنافسين الدوليين، يجبرهم على اتخاذ قرارات ضعيفة ذات آثار طويلة الأجل للإغاثة المؤقتة. وفقاً لوكالة حماية البيئة الباكستانية، تم استيراد أكثر من 70 ألف مركبة مستعملة إلى باكستان عام 2017، من اليابان وكوريا الجنوبية. غالباً ما لا تلبي هذه المركبات معايير الانبعاثات التي حددتها الحكومة الباكستانية، ما يؤدي إلى زيادة تلوث الهواء والتأثيرات الصحية السلبية على السكان. ويسلط تقرير وكالة حماية البيئة الضوء أيضاً على أن معظم هذه المركبات لا تتم صيانتها بشكل صحيح، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات والمزيد من التدهور البيئي. وبالمثل، تواصل مئات المصانع غير القانونية في جميع أنحاء دلهي تخزين واسترجاع النفايات الإلكترونية والخردة المعدنية في لوني حرق النفايات الإلكترونية. وتستورد باكستان أكثر من 100 ألف طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، وغالباً ما تحتوي هذه النفايات على مواد خطرة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم، والتي يمكن أن تلوث التربة والمياه والهواء.

 

إن القذارة التي تملأ البيئة هي نتيجة للجشع الرأسمالي، والحل الوحيد للتخلص من هذا هو السير على هدي رسول الله ﷺ وخلفائه الراشدين. ولدينا مثال سيدنا عثمان رضي الله عنه، الذي اشترى بئر رومة، فاستغل صاحبها احتكاره الفعلي لإمدادات المياه المحلية ليفرض سعراً باهظاً لكل دلو. وتفاوض سيدنا عثمان ببراعة على اتفاق لشراء نصفها، أي في أيام متناوبة. وجعل عثمان الماء متاحاً مجاناً في الأيام التي كانت البئر ملكاً له، وبدأ الجميع في استخدامه في تلك الأيام فقط، لتجنب دفع التكاليف العالية التي فرضها المالك السابق. ومن شدة اليأس، طلب المالك السابق من عثمان شراء البئر بالكامل.

 

هذا مجرد مثال واحد من الأمثلة العديدة التي يمتلئ بها التاريخ الإسلامي والتي ساعدت في انتشار الإسلام من صحراء الجزيرة العربية إلى العالم أجمع.

 

إن الخلافة ستعيد الرخاء إلى البشرية، ولن ينمو الجشع وينتشر في نقاء الإسلام، وكما وعد الله سبحانه وتعالى بشفاء كل داء إلا الموت، فإن الناس على هذه الأرض سوف يتنفسون الرخاء والطمأنينة.

 

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه مسلم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

 

آخر تعديل علىالجمعة, 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع