- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل غزة غرقى في مياه الأمطار
وغيرهم غرقى في مستنقعات الذل والتبعية!!
الخبر:
تعرضت غزة مثل كل فلسطين إلى منخفض جوي مصحوب برياح قوية وأمطار غزيرة تسببت في غرق أو اقتلاع خيام النازحين، وأدت إلى ارتفاع أمواج البحر التي جرفت وأغرقت عددا كبيرا من هذه الخيام وسط وجنوبي قطاع غزة، وأصبحت آلاف العائلات المتضررة بلا مأوى في ظل البرد القارس.
التعليق:
منذ أكثر من سنة والحرب على غزة لا تهدأ والدماء النازفة لا تتوقف. ذهب شتاء وأتى آخر وحال أهل غزة يزداد سوءا ومعاناة. وقد فاقمت الأمطار والرياح جراء المنخفض الجوي الأوضاع المأساوية للنازحين، وأغرقت عشرات الخيام في ظل غياب وسائل التدفئة ونقص حاد في الغذاء. وكذلك يواجهون خطرا إضافيا للإصابة بالأمراض في الشتاء. ففي هذه الخيام يعيش مئات الآلاف من النازحين الذين أجبرهم الاحتلال على النزوح من دورهم وقراهم، وبينهم الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى وذوي الإعاقة. وقد داهمت مياه الأمطار خيامهم وأدت إلى تضررها وتلف الكثير منها، بالتالي بات أهلها بلا مأوى الآن. وأصلا العديد من تلك الخيام بالية ومهترئة ولم تعد صالحة لمواجهة الشتاء. حيث إن 81% منها أصبحت غير صالحة للاستخدام، بعد تلف واهتراء 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا، وهي بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري. ناهيك عن قلة الملابس والأغطية والفراش التي يمكن أن تقيهم البرد مع انخفاض درجات الحرارة، وكذلك قلة الغذاء والدواء.
يحصل كل هذا وأكثر ولا تزال البلاد الإسلامية في سبات عميق لا تبصر ولا تسمع ولا ترى! ولا يزال الحكام يتمسحون بأذيال أمريكا والغرب لينالوا رضاهم حفاظاً على كراسيهم وعروشهم. حتى الرماد الذي كانوا يذرونه في العيون اختفى وازداد وضوح صورتهم البشعة القبيحة. ولا تزال الجيوش رابضة مستكينة تنتظر القائد الذي ينفض عنها هذا الضعف والذل ليهبوا لنجدة أهل غزة وغيرهم من المسلمين المعذبين المضطهدين في الأرض.
نرى الفيديوهات والصور، ونسمع النداءات والاستغاثات المغلفة بإيمان عميق وثبات وصلابة من أطفالهم قبل كبارهم ومن نسائهم قبل رجالهم ليسطروا لنا أروع مواقف العزة والكرامة رغم سوء الحال الذين هم فيه.
نحن لن ننادي الحكام فهم ميتون ولا رجاء في ميت، ولكننا لن نمل من مناداة الجيوش بأن يتحركوا، بأن يزيحوا عن عيونهم تلك الغشاوة، وأن يفكوا قيد التبعية والخوف من حكامهم. فالعمر واحد والرب واحد، وأن يموتوا في سبيل الله ولرفع الظلم أفضل من تلك الحياة الذليلة، فينالوا خير الآخرة وعز الدنيا.
إن أهل غزة لا يريدون بعض الفتات من المساعدات الغذائية أو المعيشية التي يختفي معظمها قبل أن يصل إليهم، بل يريدون الأمن والأمان الذي فقدوه وما زالوا يبحثون عنه. فهل من مجيب؟! وهل من ملبٍّ لاستغاثاتهم ونداءاتهم؟! أم ماتت القلوب وعميت كما عميت العيون وصمّت الآذان، وأصبحتم مثل من وصفهم الله تعالى بقوله جل وعلا: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾، وقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)