- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى دمشق... حتى إسقاط النظام المجرم
(مترجم)
الخبر:
لماذا تواجه أمريكا موقفا صعبا في سوريا مع تقدم الفصائل المسلحة ضد نظام الأسد؟ (سي إن إن عربي)
التعليق:
إن تجدد القتال بين الثوار وقوات الطاغية بشار الأسد في سوريا يشكل مصدر أمل للأمة الإسلامية، في وقت يترقب فيه المسلمون التغيير، من إندونيسيا إلى المغرب. فالحماس والتوقعات بينهم مشروعة؛ فقد انضمت أعداد كبيرة منهم إلى الثوار، بما في ذلك العديد من الفصائل المقاتلة المخلصة. والواقع أن النداء من درعا، حاضنة الثورة، للتقدم نحو العاصمة دمشق، يشكل صوتاً عذباً للمسلمين.
ويبدو أن أمريكا تكافح من أجل احتواء التوسع السريع والكبير والسيطرة على العديد من المناطق، من خلال عملائها والفصائل التابعة لها. وفي هذه المرحلة الحرجة، فإن أدعية المسلمين مع الثوار بالتوفيق إلى الوصول إلى العاصمة دمشق، وإسقاط النظام المجرم فيها. ونسأل الله أن يعجل بزوال حكم عملاء أمريكا، قبل أن تتمكن أمريكا وعملاؤها من احتواء الموقف، وتوجيه الأمر نحو المفاوضات والتطبيع مع النظام.
إن المسلمين على حق في احترامهم الكبير لمسلمي الشام، لأنهم ثاروا ضد بشار مطالبين بإعادة الحكم بما أنزل الله. إن ثورة الشام لا تشبه غيرها من ثورات الربيع العربي، فهي تقوم على تغيير النظام وليس مجرد الوجوه. لقد صمد مسلمو الشام رغم الهجمات الوحشية المروعة من كل جانب، متوكلين على الله. وبفضل ثباتهم وصبرهم، تفكك جيش بشار، وانضم الضباط الثائرون إلى عدد كبير من الفصائل المسلحة لمحاربته. ثم سيطرت الثورة على العديد من مناطق الشام، وحاصرت بشار في دمشق وجيوب أخرى من جميع الجهات.
إن المسلمين في الشام كما يحبهم أهل الإيمان يكرههم أهل الكفر، ولذلك فمنذ بداية الثورة في الشام حشدت أمريكا مليشيات إيران وفصائل تركيا والقوميين الأكراد وروسيا لحرف مسار الثورة، ثم استخدمت أمريكا أسلوب المخابرات بالتسليح والتمويل لمنع انهيار بشار، وحشدت عملاءها لإقناع الفصائل بضرورة توحيد الجبهة أولا، وأن الوقت ليس مناسبا لإسقاط بشار الآن، فحولت الفصائل نفسها عن دمشق، وتولت السيطرة على المناطق التي حررتها وإدارتها، مع استمرار الغارات الجوية لمنع أي تقدم محتمل نحو العاصمة.
ثم في الآونة الأخيرة بدأت أمريكا تستخدم قضية فتح المعابر، من بين قضايا أخرى، من أجل جر الفصائل لتطبيع العلاقات مع النظام. أما في الأيام الأخيرة، حيث اندلعت معارك الفصائل ضد النظام على نطاق واسع، فإن أمريكا تحاول ردع الفصائل عن التركيز على دمشق، باستخدام عملائها. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بوتين الضربات الجوية لردع التقدم نحو العاصمة، على أمل أن يعقد ترامب صفقة معه للخروج من مستنقع أوكرانيا.
وعليه فإن نداء الأمة إلى أبنائها المخلصين في الشام يجب أن يكون "إلى دمشق حتى إسقاط النظام المجرم". ويجب على المسلمين، العرب والعجم، أن يكونوا يداً واحدة في دعائهم لنجاح الثورة في الشام، وهو رفع لواء الخلافة من جديد على عاصمتها السابقة دمشق وأن يرفعوا أصواتهم لتشجيع الثوار على الاستيلاء على العاصمة، متوكلين على الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصعب عمير – ولاية باكستان