- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمم المتحدة تواصل حربها الحضارية ضد المرأة في اليمن
الخبر:
نظم قطاع التنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 4 كانون الأول/ديسمبر 2024م، في عدن، ورشة توعوية حول الزواج المبكر وأضراره، بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان برعاية وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د محمد سعيد الزعوري. واعتبرت الورشة أن الزواج المبكر هو أحد أشكال العنف ضد الفتيات. (صحيفة عدن الغد).
وقبل ذلك بيوم واحد عقدت في عدن القمة النسوية السابعة لتمكين المرأة بمشاركة مندوب الأمم المتحدة والسفير الهولندي. (قناة بلقيس الفضائية). في حين أكدت الأمم المتحدة على الحاجة الملحة لمعالجة التحديات التي تواجهها المرأة اليمنية. (قناة بلقيس الفضائية).
التعليق:
إن الزواج المبكر هو حكم شرعي جاء به الإسلام ضمن أحكام شرعية كثيرة لتنظيم العلاقات بين الرجل والمرأة، وقد حث الإسلام على الزواج المبكر، فقد قال ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»، والباءة هي القدرة على الوطء، والفاء في كلمة (فليتزوج) تفيد التعجيل. فالزواج المبكر يكون عادة بعد البلوغ، وسن البلوغ تقريبا هو سن الخامسة عشر، ولم يثبت في الطب أن الوطء والحمل بعد هذه السن يشكل ضررا على المرأة، بل العكس هو الصحيح؛ فإن الطب يثبت خطر الحمل الأول بعد سن الثلاثين سنة، ويؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقي المرأة من سرطان الثدي بنسبة كبيرة.
وهكذا فإن الأضرار الصحية تأتي من تأخير سن الإنجاب والرضاعة وليس العكس. لكن الغرب الكافر في إطار حربه الحضارية ضد الإسلام يحارب مفهوم الزواج المبكر عند المسلمين ويحاول من خلال حوادث فردية شاذة أن يصور أن هناك مشكلة في المجتمع، كي يصدق الناس خطورة الزواج المبكر. بينما يعاني الغرب الكافر من أمراض اجتماعية كثيرة وخطيرة من جراء تأخير الزواج وعدم رغبة شعوبه بالإنجاب.
والغرب الكافر يرى أن المسلمين في تزايد مستمر ولهذا كثف مؤتمراته وورشاته داخل أوساط النساء في بلادنا كي تتخلص المرأة من وصاية الولي (الأب أو الزوج) وتؤخر الزواج، وبهذا يتم تأخير سن الإنجاب، وتزداد الفاحشة في المجتمع. علاوة على تشجيعه فكرة تحديد النسل ودعمها بالمنتجات المجانية وورش التثقيف للقابلات، من أجل تأخير الزواج وتأخير الإنجاب وتقليصه، وهذا كله مخالف لأحكام الخالق سبحانه وتعالى الذي يعلم ما يصلح للإنسان بوصفه فردا وما يصلح للجماعة.
إن المرأة في اليمن تموت يوميا هي والرجال جراء الحروب التي يقف خلفها الغرب الكافر ذاته من أجل السيطرة على النفوذ والثروة في اليمن، والنساء في اليمن يفترشن الشوارع في ذل ومهانة بعد أن شرّدتهن وذويهن الحرب العبثية في البلاد، ولم تعد المرأة تحصل على مسكن كريم، وإن حصلت عليه فهو بدون توفر المياه ولا الكهرباء، ناهيك عن تدفق الصرف الصحي في الشوارع الرئيسية داخل المدن لأن الحكومات في اليمن مشغولة بالحرب التي تبيد الناس، ومع كل ذلك لم تهتم الأمم المتحدة إلا بالزواج المبكر وأضراره على المرأة في اليمن!
يا أهلنا في اليمن: إن نهضتكم وعزتكم هي في تمسككم بأحكام شرع ربكم وليس في تشريعات الأمم المتحدة والسفراء الغربيين، وإن الطريق إلى تلك النهضة والعزة والكرامة والتمكين يبدأ بالتخلص من أنظمة الجور التي تحكمكم والتي تسهل أعمال الغرب الكافر في بلادكم سواء في شمال اليمن أو في جنوبه. قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله الحضرمي – ولاية اليمن