- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة قرآنية إلى ثوار سوريا: ﴿فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾
الخبر:
أحداث سوريا الحالية من انتصارات ميدانية وتحرير المدن والسجون وأخيرا سقوط النظام.
التعليق:
الله أكبر ولله الحمد. إنها دموع الفرح وحلوى العيد، وحُق لنا أن نفرح لسقوط حكم آل أسد الذي حكم سوريا بالحديد والنار طوال الـ55 سنة الماضية بكل ما صاحبها من ظلم وقهر وتدمير وسجن وتعذيب واغتصاب وقتل... ما إنّ ذكره لتنوء به أكبر بطاقات الذاكرة وشرائح التخزين الحديثة.
أيها المجاهدون الثوار في سوريا: إن الله تعالى يقول على لسان موسى عليه السلام: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾، فها قد مَنّ الله تعالى عليكم بزوال بشار كما أغرق فرعون، وها قد مَنّ الله تعالى عليكم بالاستخلاف في سوريا كما استخلف بني إسرائيل بعد الاستضعاف، وهو سبحانه الآن ينظر إليكم ماذا ستعملون بعد كل هذا الفضل العظيم الذي منّ به عليكم، فأتموا الصالحات بإقامة دولة الإسلام؛ خلافة المسلمين الراشدة على منهاج النبوة، قال تعالى: ﴿فَإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ﴾، أي فإذا فرغتم من عبادة أتبعوها بأخرى، وأي عبادة أشرف وأعظم من إقامة دولة تطبق الإسلام داخليا وتحمله للعالم أجمع رسالة هدى ونور، تماما كما فعل نبينا محمد ﷺ وصحابته رضوان الله عليهم؟! وأي عبادة أفضل من جمع شمل المسلمين في ظل خلافة على منهاج النبوة تحرر فلسطين، تماما كما فعل صلاح الدين الأيوبي، وتحرر باقي بلاد المسلمين فيكون لكم السبق إلى مقام لم يسبقكم إليه أحد من العالمين؟!
إنه استخلافٌ للامتحان، كما جاء في الظلال في تفسير قوله تعالى: ﴿فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾، وإنه حض على الاستقامة والطاعة، كما جاء في تفسير ابن الجوزي لهذه الآية، وإنه تحذير من أن تعملوا ما لا يرضي الله، كما جاء في تفسير ابن عاشور، فاحذروا أن ﴿تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ﴾، واعملوا مع حزب التحرير الذي نذر نفسه لمشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي والله البضاعةُ والصناعة، هي العزُّ والمنعة، هي حافظةُ الدين والدنيا، هي الأصلُ والفصل، بها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وتفتح الفتوح وترفع الرؤوس بالحق، هي التي تحرر البلاد والعباد من نفوذ الكفر وعملائه، وبطش زبانيته وأزلامه، إنها التي تنشر العدل والخير، وتُعز الإسلام والمسلمين، وتقطع دابر الظلم والشر، وتُذل الكفر والكافرين ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جابر أبو خاطر