الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ

 

 

الخبر:

 

انتصار الثورة السورية الكبرى وإسقاط نظام الأسد المجرم.

 

التعليق:

 

بعد ثورة دامت قرابة ثلاث عشرة سنة مكّن الله تبارك وتعالى الثوّار من إسقاط نظام الظلم والفساد والاستبداد بعد انسحاب عناصر الجيش السوري وهروب قياداته.

 

تلك الثورة التي انطلقت بشعارات مُشرِقة مُزلزِلة لكيانات الباطل، فقد صدحت الحناجر الطاهرة بقولها: "هي لله هي لله"، وقولها: "إسلامية إسلامية ثورتنا إسلامية"، وقولها: "الشعب يريد خلافة إسلامية"، وغيرها.

 

وكانت تنشط أيام الجمعة من كلِّ أسبوع تحت مسميّات مباركة، مثل جمعة "لن نركع إلا لله"، وجمعة "راية رسول الله تجمعنا"، وجمعة "أمة واحدة وراية واحدة وحرب واحدة"، وغيرها...

 

هذه الشعارات لم تكُن ترُق لأعداء الأمّة وحكامها الظَلَمة لا سيما نظام أسد الجائر، كونها تُشكّل تهديداً مباشراً للمفاهيم التي حاول المستعمر جاهداً غرسها في أبناء المسلمين، ترسيخاً لثقافة الخنوع والرضا بالواقع المرير.

 

وقد أحسّ الغرب الكافر بخطورة الأمر بعد الانتصارات التي حققها الثوار وبعد أن أوشك نظام بشار على السقوط، فسارع بتقديم الدعم له عبر إيران وحزبها في لبنان فضلاً عن روسيا التي ساهمت بشكل كبير في إعادة سيطرة بشار على أجزاء واسعة من سوريا.

 

فَراح ضحيّة تلك الأحداث من الشهداء الآلاف، فضلاً عن تدمير المُدن بالبراميل المتفجرة والقصف الوحشي.

 

تلك التضحيات الكبيرة كان أول ثمارها سقوط نظامٍ حَكَمَ سوريا بعد قرابة ثلاث وخمسين سنة عُرفت بوحشية منقطعة النظير، وباستبداد ودموية، إذ امتلأت فيها السجون بالأبرياء والأنقياء الأتقياء، الذين أذاقهم زبانية النظام أشد وأقسى وأعنف أنواع التعذيب والتنكيل مع السباب والشتم الفاحش، سقط ذلك النظام خلال بضعة أيام من تحرّك جديد قام به الثوّار، فتح الله لهم فيه، فأصبح الناس وقد انعتقوا من سلطان الإجرام وحزب البعث سيئ الصيت.

 

فاستبشر الناس خيراً، وفرح كلّ مسلمٍ بزوال هذا الطاغوت، وتجدد الأمل بحياة كريمة لا ذُلّ فيها ولا استعباد.

 

لكن، هل ستكون كما أراد الناس؟ وهل سيَعتَبِرُ أهلنا في الشام بما مضى أم سيعاودون الدخول في نفق نظام أظلَم لا يحكم بما أنزل الله تعالى؟

 

هل سيعتبر أهلنا في الشام من تجارب غيرهم كما حصل في مصر يوم أسقطوا مبارك ثم انتخبوا مرسي - أملاً في التغيير - والذي لم يغيّر نظام الحُكم عمّا كان عليه، ولم تكن السيادة لشريعة الله، ثم ما لبثوا أن أُجهز على ثورتهم بانقلاب السيسي الذي عاد إليهم بسياسة أفجر من سياسة سابقيه؟

 

وهل ستهون على أهلنا في الشام تلك التضحيات العظيمة والسنين المريرة التي مضت من عُمرهم فيضيعوا ما تبقى من العمر في تجربة قاسيةٍ أخرى؟

 

أليس العزّ كل العزّ والكرامة كلّ الكرامة والرضا كلّ الرضا والأمن كل الأمن فيما شرع الله تبارك وتعالى وأنزل على رسوله ﷺ؟

 

أما آن لأهلنا في الشام أن يُكونوا نبراساً لسائر الأمّة بإعلان الحكم بما أنزل الله عزّ وجلّ بخلافةٍ راشدةٍ تحكم بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنّة رسوله ﷺ، فتلتف حولهم الأمّة، وتعود خير أمّة أخرجت للناس؟

 

هل سيعي أهلُنا في الشام أنّهم في مفترق طرق تاريخي، إمّا أن تكون لهم فيه كلمة لله تعالى، أو أن يختاروا ما يستجلبون به على أنفسهم المزيد من الذلّ والسوء؟

 

فيا أهلنا في الشام، كونوا قرّة عين لأمة سيدنا محمّد ﷺ، وها هو حزب التحرير الذي عاش بينكم طوال الثورة، بسرّائها وضرّائها، يدعوكم للالتفاف حول مشروعه الذي أعدّ، ودستوره المستنبط من الأدلّة الشرعية، فيكون لكم السبق والفضل، والسؤدد والعز. ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾.

 

واعلموا أنّ الخلافة قائمة، فذلك وعد ربٍّ لا يخلِف الميعاد، وبشرى الصادق المصدوق عليه صلاة الله وسلامه، ولكنّها دعوة لكم أن تكونوا أنتم نواة العزّ الموعود، ومنطلق عودة الأمّة أمّة واحدة من دون الناس. ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.

 

﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال زكريا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع