- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا زمان الفسطاطين فيا طوبى للثابتين على الحق
الخبر:
قام جهاز الأمن العام في مدينة حلب باختطاف تسع نسوة كُنّ في مظاهرة خرجت تطالب بإطلاق سراح المعتقلين من أزواجهن وإخوانهن وأبنائهن من سجون الجولاني في مدينة إدلب، حيث مضى على اعتقال بعضهم سنة ونصف ويزيد، دون محاكمة ولا مذكرة اعتقال قانونية، ولا لجرم إلا مطالبتهم بفتح الجبهات وإنكارهم على الجولاني آنذاك نيته السير في التطبيع مع النظام الساقط.
التعليق:
إن هذه الأمة حية لا تموت، وإن طالت غفوتها فعدوّها يعلم جيداً أنه ليس بمأمن من بطشتها حين تنهض، وما منّة الله على أهل الشام بسقوط نظام آل الأسد بعد أن سامهم سوء العذاب أكثر من خمسين سنة، منها أربع عشرة سنة بعد الثورة التي خرجت لإسقاط نظامه، وما سقوطه إلا درس واضح لكل ذي عينين ولب ليدرك جيداً أن الله لا يترك ظالما إلا ويأخذه أخذ عزيز مقتدر، وأن هذه الأمة رغم كيد العدو ومكره فهي أصيلة قوية بعقيدتها التي تعلّمها كيف تسقط الظالمين ولا تعطي قيادتها لخائن ولا جبان.
من يظن الجولاني نفسه؟! ومن يظن الأمنيون أنفسهم حتى يتجرأوا على فعلٍ تورّع عنه أبو جهل؟!
إن انتهاك جهاز الأمن العام لحرمة بيوت الحرائر في شهر أيار ٢٠٢٣ كان موجة تسببت آثارها بمنع المصالحات مع النظام واستمرار النفَس الشعبي القوي الرافض لأي مداهنة أو ركون للظالمين، حتى كان سقوط النظام، واليوم باعتقال الجولاني لهاته الحرائر اللاتي كُنّ أقوى من شبيحته فرفعن صوت الحق عاليا رغم حركات التخويف والتهديد والضرب بالحجارة ومحاولة دعس سابقا، ستكون هذه الحركة هي الموجة التي تفضح دجل الحكومة الجديدة، وهي وبال عليه.
إن هذا الزمان زمان غربلة وتمايز؛ فإما فسطاط إيمان لا نفاق فيه، أو فسطاط نفاق لا إيمان فيه، ومن يعتقل الحرائر العفيفات ويفتح البلاد بطولها وعرضها للمتبرجات المطالبات بالعلمانية فهو يختار موقعه بين الصفوف فلا حرج من بعدُ عليه ولا يلومنّ لائم قدر الله حين تطاله بطشة الأحرار فتريه حجمه.
إن كان يظن قادة الحكومة الجديدة أن استمرار تكميم الأفواه بسجن المخلصين، سيرضي عنهم الغرب الكافر ويمكن لهم فهم واهمون، فمن أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
وإن كانوا يظنون أنهم قد استطاعوا ركوب الموجة وخطف تضحيات المجاهدين ليعلنوها دولة مدنية ترضي أمريكا فإن أهل الشام قد أعلنوها لله وسالت لأجلها الدماء، ولن تكون إلا لله، وسيسقط عن هذه الموجة كل متعالٍ لا يناسب علو همة هذه الأمة وعزة عقيدتها. ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
سيظل الظلمة غارقين في وهم التمكين الذي أمدتهم به أمريكا وسيعتقلون وينكلون كما يشاؤون، لكن لكل أجل كتاب! ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال